ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم رئيسة الاتحاد الوطني لنساء المغرب٬ مساء أمس الجمعة بالرباط٬ افتتاح أشغال المؤتمر الدولي حول "المرأة القروية شريك في مسلسل التنمية"٬ وذلك بمناسبة تخليد اليوم العالمي للمرأة. (ماب) ويشارك في هذا المؤتمر، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على مدى ثلاثة أيام٬ خبراء مغاربة ودوليون من 63 دولة و20 منظمة دولية. ويهدف هذا الملتقى إلى الاعتراف بأهمية أدوار المرأة القروية وتثمين مساهماتها في مختلف المجالات وإغناء النقاش حول وضعيتها باعتبارها فاعلة وشريكة أساسية في التنمية٬ وكذا استجابة لأهداف الألفية٬ والتفكير في إيجاد سبل وآليات تضمن لها الكرامة والاستفادة من ثمار التنمية. كما يروم المؤتمر إبراز الأشواط، التي قطعها المغرب لتحقيق هذه الأهداف والتعريف بالآفاق الإصلاحية للمملكة في هذا الميدان استجابة للمتطلبات الراهنة ورفع التحديات٬ فضلا عن الاستفادة من تجارب وخبرات مختلف الفرقاء على المستويين الوطني والدولي٬ وكذا السعي للخروج بحلول وآليات تمكن من المساهمة في تطوير أوضاع المرأة القروية وأنماط عيشها. وأعرب عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة٬ في كلمة بهذه المناسبة٬ عن شكره وتقديره لصاحبة السمو الملكي على تفضلها برئاسة هذا المؤتمر الدولي٬ معتبرا أن حضورها الكريم هو "تجسيد لجهودها المتواصلة في خدمة قضايا المرأة منذ تقلد سموها رئاسة الاتحاد الوطني لنساء المغرب". وحيى المرأة المغربية، التي جعلت من ثامن مارس "محطة لترصيد ما تحقق من مكتسبات٬ وفتح أوراش جدية للعمل تسعى من خلالها إلى تحقيق السكينة والاستقرار المادي والمعنوي تفعيلا لمقتضيات الدستور الذي أقر جيلا جديدا من الحقوق والحريات الأساسية في ظل التمسك بالثوابت الجامعة للأمة المغربية". وأضاف أن اختيار موضوع المرأة القروية لهذا المؤتمر "يحمل دلالة بليغة، حيث أنه بالرغم من الجهود التي بذلت للنهوض بوضعية المرأة القروية، فإن ما تحقق في هذا المجال من أهداف لا يزال دون التطلعات"٬ مشيرا إلى أن الحكومة٬ وعيا منها بأهمية إسهام المرأة القروية في التنمية٬ فقد جعلت من النهوض بوضعيتها أولوية من أولويات السياسة الحكومية من أجل تمكينها من حقوقها الاجتماعية والاقتصادية. من جهتها٬ أبرزت بهيجة سيمو٬ مكلفة بمهمة بالديوان الملكي، ومديرة الوثائق الملكية٬ بصفتها رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر الدولي٬ الأدوار المهمة التي اضطلعت بها المرأة، سواء خلال فترة الكفاح الوطني ضد الاستعمار أو خلال فترة الاستقلال٬ مؤكدة أن المرأة المغربية أصبحت في ظل الدينامية السياسية والحقوقية والتنموية، التي تشهدها المملكة٬ تشكل حجر الزاوية في بناء صرح مجتمع ديمقراطي حداثي تتحقق فيه المواطنة الكاملة دون أي تمييز أو استثناء. وأشارت إلى الأشواط الكبيرة، التي قطعتها المرأة المغربية مذكرة ب"المبادرات الجريئة التي اتخذها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتطوير النصوص القانونية المنظمة لقانون الأسرة والمساطر القانونية التي كانت المرأة خاضعة لها". وأكدت، من جهة أخرى، أن الاتحاد الوطني لنساء المغرب عرف تحت رئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم قفزة نوعية واستفاد من جميع الاستراتيجيات، التي تبنتها سموها على المستوى الوطني والدولي لفائدة المرأة والطفل٬ واتسع إطاره "لاحتضان كفاءات نسوية تعمل جاهدة على تسخير طاقاتها الفكرية من أجل صياغة تصور مدمج لفائدة المرأة القروية". من جانبها٬ اعتبرت لولوك نور حاميداه٬ باسم المنظمات الدولية المشاركة في هذا المؤتمر أن احتضان المملكة لهذا اللقاء يعكس الاهتمام الذي يوليه المغرب للمرأة تحت قيادة جلالة الملك مما جعله يشكل مرجعية في مجال النهوض بحقوق النساء، ليس فقط على المستوى القانوني، لكن أيضا على أرض الواقع. وقد تتبعت سموها خلال الجلسة الافتتاحية عرض شريط وثائقي حول المرأة القروية أنجز بشراكة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والاتحاد الوطني لنساء المغرب. كما أشرفت سموها بالمناسبة نفسها على ترؤس مراسيم التوقيع على ست اتفاقيات شراكة بين كل من الاتحاد الوطني لنساء المغرب ووزارات العدل والحريات٬ والفلاحة والصيد البحري٬ والشباب والرياضة٬ والتشغيل والتكوين المهني٬ ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة٬ وهيئة الأممالمتحدة للمرأة. وتهدف الاتفاقية الأولى إلى تنفيذ برامج تحسيسية للمرأة بخصوص حقوقها وواجباتها وكذا مكتسباتها الوطنية٬ فيما تتعلق الاتفاقية الثانية بالتعاون والتنسيق من أجل خلق دينامية جديدة لانخراط النساء القرويات في مشاريع مخطط المغرب الأخضر٬ أما الاتفاقية الثالثة فتهم التعاون والتنسيق وإنجاز برامج ذات اهتمام مشترك. وتروم الاتفاقية الرابعة تطوير برنامج للتكوين المهني٬ في حين تتعلق الاتفاقية الخامسة بتيسير التعاون بين الاتحاد الوطني لنساء المغرب ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لتعزيز دور النساء القرويات ومشاركتهن الفعالة في مسلسل التنمية بالمغرب . وتتعلق الاتفاقية السادسة بتعزيز التعاون والتنسيق بين هيئة الأممالمتحدة للمرأة والاتحاد الوطني لنساء المغرب في مجالات النهوض بالمساواة بين الجنسين وتمكين النساء ومحاربة أشكال العنف القائم على النوع .