ما يزال الكرادلة يتوافدون إلى روما للمشاركة، اعتبارا من اليوم الاثنين، في "الجمعيات"، التي ستمهد لانتخاب بابا جديد، في حين لم يحدد بعد موعد انعقاد المجمع المقدس ولم يرشح أي اسم، بحيث تطرح استقالة البابا تساؤلات في الكنيسة الكاثوليكية. البابا السابق مودعا حشد 'المؤمنين' (خاص) ودعا الكاردينال انجيلو سودانو، عميد مجمع الكرادلة 209 من الكرادلة والأساقفة الناخبين الذين هم دون الثمانين من العمر والذين تجاوزوا هذه السن إلى المشاركة في أعمال المجمع. والاجتماعات المغلقة التي ستبدأ اعتبارا من اليوم الاثنين ستسمح بطرح المشاكل العديدة التي تواجهها الكنيسة وتحديد شخصية البابا الجديد. وهذا الخيار يبدو أصعب من أي وقت مضى، لأن مزايا البابا الجديد باتت أكثر صرامة. وكان الكرادلة 66، الذين أتوا من خارج روما، وصلوا أو كانوا على وشك الوصول إلى العاصمة الإيطالية. ويقيم 75 كردينالا آخر معظمهم تقاعدوا في روما، لكنهم لن يحضروا جميعا بداعي المرض أو التقدم في السن. ولن يعقد المجمع إلا بحضور كل الناخبين المحدد حاليا ب115. وستبقى كنيسة سيستينا مفتوحة أمام السياح ما لم تبدأ التحضيرات داخلها للمجمع العام للكرادلة الذي سينتخب البابا. وفي الأثناء، يبقى الفاتيكان في فترة الكرسي الشاغر. وخلال الاجتماعات واللقاءات الأخرى غير الرسمية، ستصبح الترشحيات رسمية أكثر. ويبدو أن الخيارات مفتوحة على كافة الاحتمالات. وكان الوضع مختلفا تماما عند وفاة البابا يوحنا بولس الثاني في 2005، إذ كان كل كاردينال يفكر منذ أشهر في اختيار خلف له ولم يستمر المجمع العام طويلا. وصرح كاردينال متقاعد لفرانس برس "هذه المرة استقالة البابا قلبت كل المعايير رأسا على عقب". وأضاف أن "قرارا شجاعا" غير مستبعد كما حصل في 1978 بعد الصدمة الناجمة عن وفاة البابا يوحنا بولس الأول، بعد حبرية استمرت 33 يوما، وفرض بولندي نفسه وغير كل التوقعات. وإن كان هناك عدة مرشحين إلا أن لكل واحد منهم عائقا. فانجيلو سكولا القريب من البابا يتمتع بفرص لكنه إيطالي، وكاردينال فيينا كريستوف شونبورن الإصلاحي والتلميذ السابق لبنديكتوس السادس عشر مرشح جيد، لكن الاحتجاج داخل كنيسته قد يشكل عائقا. ويمكن لكل من شون أومالي الذي كافح التحرش الجنسي بالأطفال في بوسطن، وتيموثي دولان أسقف نيويورك والمحافظ مارك ويليه من كيبيك صديق يوزف رازينغر والملم بشؤون أمريكا اللاتينية أن يحسنوا أوضاع الفاتيكان. والمرشح الوحيد من أمريكا اللاتينية هو أسقف ساو باولو أوديلو شيرر المعتدل الذي عمل في روما. وفي إفريقيا الأسماء المطروحة هي الغاني بيتر تركسون، والغيني روبرت ساره، والجنوب إفريقي ويلفريد نابييه اسقف دوربان. أما في آسيا فيبرز اسم أسقف مانيلا الشاب لويس انطونيو تاغلي (55 عاما)، لكنه قد يستبعد بسبب صغر سنه وبعده عن مراكز السلطة. وفرص اختيار بابا من الغرب أكبر من أن يأتي من الجنوب. والدليل على أن التقليديين في الكنيسة الكاثوليكية لم يتقبلوا بسهولة استقالة البابا، أكد المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي السبت أنها "ليست على الإطلاق تخليا عن مهمته أو عن رعيته". وأضاف أن "شجاعته حيال الحدود التي يفرضها تقدمه في السن بشجاعة" البابا يوحنا بولس الثاني الذي بقي على رأس الكنيسة الكاثوليكية رغم معاناته الطويلة. وفي الفاتيكان تظهر مجددا مسائل عالقة ومشاكل جمة. وقالت صحيفة "الميساجيرو" أن موظفي الفاتيكان الذين سيعملون أكثر من أي وقت مضى، لن يتلقوا على الأرجح مكافأة الألف الأورو، التي حصلوا عليها لدى وفاة البابا يوحنا بولس الثاني.