ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله، أمس الأربعاء، بطنجة، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد٬ حفل افتتاح المناظرة الثالثة للصناعة المنظمة تحت شعار "دينامية متواصلة". (ماب) وجرى٬ في مستهل هذا الحفل٬ عرض شريط مؤسسي يبرز حصيلة تقدم إنجاز أوراش الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي 2009/2015، الذي تم توقيعه بفاس في 13 فبراير 2099. إثر ذلك، قدم وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة، عبد القادر اعمارة٬ بين يدي جلالة الملك٬ حصيلة نصف المدة لهذا الميثاق٬ الذي يرتكز على ستة محاور تتضمن 111 إجراء ملموسا ودقيقا وعمليا. وفي معرض إبرازه للإنجازات التي تحققت، خلال السنوات الأربع الماضية٬ أكد اعمارة على التطور المسجل٬ سواء على مستوى التصدير أو على مستوى التشغيل٬ عبر المهن الست العالمية بالمغرب (الأوفشورينغ٬ صناعة السيارات، وصناعة الطيران٬ والإلكترونيك٬ والنسيج/الجلد وصناعة الأغذية). وأكد أن إدماج قطاعات جديدة، خاصة منها ذات الإمكانيات التنموية القوية في الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، أصبح ضرورة ملحة، وأوضح أنه سيتم تفعيل استراتيجية القطاع الكيميائي وشبه الكيميائي قصد تطوير 15 تخصصا قطاعيا، مما سيرفع رقم معاملات القطاع من 50 مليارا إلى 150 مليار درهم، ومساهمته في الناتج الداخلي الخام من 16 مليارا إلى 47 مليار درهم، مشيرا إلى أن هذا التوسيع سيهم، أيضا، قطاعات صناعة الأدوية والصناعات التعدينية والميكانيكية والإليكتروميكانيكية. من جهتها٬ استعرضت مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، التدابير المتخذة من قبل الاتحاد في إطار الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي٬ خاصة تلك المتعلقة بتقوية القدرة التنافسية للمقاولات الصغرى والمتوسطة، وتطوير المهن العالمية بالمغرب، وتحسين مناخ الأعمال وتشجيع التكوين. وشددت على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص بهدف النجاح في أحد أكبر التحديات الاقتصادية التي يواجهها مغرب اليوم٬ والمتمثل في التموقع كأمة صناعية قادرة على أن تلعب دورا في المشهد الاقتصادي الإقليمي والعالمي. وقالت بنصالح إن "أصحاب المشاريع مقتنعون بأن الوقت حان لتعزيز نسيجنا الصناعي، وفقا لمقاربة مزدوجة متمثلة في التصدير والطلب المحلي". من جانبه أكد عثمان بنجلون، رئيس المجموعة المهنية لبنوك المغرب٬ بين يدي جلالة الملك٬ على الالتزام التام للمؤسسات البنكية من أجل مواكبة الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي. وقال بنجلون إن المؤسسات البنكية "تنظر إلى مستقبل اقتصادنا وقارتنا بثقة وتفاؤل ما دامت طاقاتها متعددة الأوجه٬ والفرص غير محدودة، في حين تظل الانتظارات كبرى٬ لاسيما انتظارات الشباب". وبهذه المناسبة٬ ترأس جلالة الملك٬ نصره الله٬ حفل التوقيع على سبع اتفاقيات للشراكة بين الحكومة وعدد من الفاعلين في الميادين الاقتصادية والصناعية والمالية. إثر ذلك٬ وشح جلالة الملك عددا من الشخصيات المغربية والأجنبية النشطة في المجالات الاقتصادية والصناعية والمالية. وهكذا وشح جلالته بالوسام العلوي من درجة ضابط، هورست رودولف، الرئيس التنفيذي لمجموعة " يازاكي أوروب ليميتيد"٬ وميشيل هنري بينير، رئيس مجلس المراقبة لمجموعة "إف إ س دي" الفرنسية٬ كما وشح جلالته بوسام العرش من درجة فارس منية بوستة، الكاتبة العامة لوزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة. ووشح جلالته بوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط، سعاد المعلم، المسؤولة الرئيسية لمجموعة "بومبارديي" بمنطقة شمال إفريقيا٬ ويوسف حدا، المدير العام لشركة "كابليم"٬ وعدنان لمدور، الرئيس المدير العام لشركة "ماك/زيد". كما وشح جلالته بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة لطيفة الشهابي، المديرة العامة للوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولة الصغرى والمتوسطة٬ وتوفيق مشرف، مدير التعاون والتواصل بوزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة. وبوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى وشح جلالة الملك ربيعة جناتي إدريسي، رئيسة مصلحة الصناعات الكيميائية بوزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة٬ وآمال بوكلاطة، رئيسة مصلحة قطاعات السياحة والتجارة والصناعة والصناعة التقليدية بوزارة الاقتصاد والمالية. وفي ختام هذا الحفل٬ استقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ أيده الله٬ على التوالي هورست رودولف، الرئيس التنفيذي لمجموعة "يازاكي أوروب ليميتيد" (تجهيزات السيارات)، وميشيل هنري بينير، رئيس مجلس المراقبة لمجموعة "إف إس دي"، المتخصصة في صناعة وتجهيزات السيارات. حضر هذا الحفل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ورئيس مجلس المستشارين، ومستشارو صاحب الجلالة، وأعضاء من الحكومة، والعديد من الفاعلين والمهنيين في مجال الصناعة.