باشرت النيابة العامة بابتدائية تاونات، أواخر الأسبوع المنصرم، التحقيق في مصرع فتاة وجرح أخرى إثر حادث انقلاب سيارة بأحد منحدرات منطقة بني عيسى بجبال اكتامة، وهو الحادث الذي نتج عن خلل في فرامل الأمان (اليد)، هوت على إثره السيارة إلى قاع المنحدر، ما نجم عنه مصرع فتاة وإصابة صديقتها بجروح بليغة مازالت ترقد على إثرها بقسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي لفاس. وفي تفاصيل الحادث، حسب مصدر أمني بتاونات تحدث ل"المغربية"، فإن فتاتين توجهتا، ليلة الحادث، رفقة شخصين يتحدران من جماعة عبد الغاية السواحل التابعة لإقليم الحسيمة، على متن سيارة رباعية الدفع إلى منطقة خلاء بأحد جبال اكتامة لقضاء سهرة خمرية على ضوء القمر، ولحظة نزول سائق السيارة لقضاء "حاجته" الطبيعية، كسر سكون الليل دوران عجلات السيارة بشكل مفاجئ تلاه صوت قوي لارتطامها بقعر المنحدر، وهو ما أدى إلى إصابة الفتاتين ورفيقه، الذين كانوا على متن السيارة بجروح بليغة. وبادر السائق، الناجي الوحيد في هذا الحادث، إلى الاتصال عبر هاتفه المحمول بسائق سيارة الإسعاف بجماعة عبد الغاية السواحل القريبة، راجيا منه التدخل العاجل لنقل الفتاتين المصابتين على متن سيارته الخاصة إلى المستشفى بدل سيارة الإسعاف حتى لا ينكشف أمر هذا الحادث، حيث هرع الموظف الجماعي المذكور إلى عين المكان على متن سيارته من نوع "ستروين" وأقل على متنها الفتاتان نحو المستشفى الإقليمي لتاونات، الذي أحالهما بدوره على المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس لخطورة جروحهما. غير أن المصابة "ز. ك"، المطلقة والأم لبنتين، والتي تشتغل نادلة بأحد مقاهي تاونات، توفيت قبل بلوغ المركز الاستشفائي لفاس، فيما جرى إخضاع "ن. ر"، الحلاقة بتاونات والمطلقة دون أبناء، للعناية المركزة بالمركز ذاته، وهي في حالة غيبوبة. وكانت دورية أمنية بتاونات انتبهت إلى مرور سيارة "ستروين" بسرعة جنونية، في وقت مبكر من الصباح، وسط مدينة تاونات فاقتفت أثرها إلى أن توقفت داخل باب المستشفى الإقليمي لتاونات، وبعد التحقيق مع سائقها ومرافقه والتأكد من هوية الفتاتين تبين أن الأمر يتعلق بحادثة سير، حيث بادرت العناصر الأمنية إلى تفتيش السيارة، التي تبين أن صفائحها مزورة، فعثرت بداخلها على كمية من مخدر الشيرا، وسلاحا أبيض من الحجم الكبير، كما تأكد لعناصر الأمن كون الفتاتين المصابتين وسائق السيارة ومرافقه كانوا في حالة سكر طافح. وجرى اعتقال (ح.ر)، الموظف الجماعي الذي أقل على متن سيارته المصابتين، كما أوقف مرافقه (ع.غ)، مالك السيارة التي كانت عرضة لحادث السير، وجرت إحالتهما على أنظار المحكمة الابتدائية بتاونات لمواصلة البحث معهما في وموضوع هذا الحادث، في حين مازال مصير الشخص الثاني، الذي كان رفقة الفتاتين على متن السيارة الرباعية الدفع التي هوت بقاع المنحدر، مجهولا.