"ستكسرين القواعد وتجرين وراء المجد، وستحققينه. سترفعين رأسك عاليا. وفي سباقك للقمة ستلبسين قفطان بلدك، لتقولي للجميع إنك مغربية"، هذا الوصف الذي كتبته الطالبة سناء الحناوي في مدونتها على الإنترنيت للتعريف بالنساء المغربيات وهو نفسه الذي انطبق عليها، وهي تخطف الأضواء قبل أيام من نهاية سنة 2012 عندما فازت بمبلغ 62 مليون سنتيم خلال مشاركتها في برنامج المسابقات "تستاهل"، الذي تعرضه قناة "إم بي سي" ويقدمه الإعلامي سعود الدوسر، معلنة، أمام الملايين من المتفرجين في جميع أنحاء العالم، أنها ستتبرع بهذا المبلغ لاقتناء قافلة طبية متنقلة تجوب المناطق النائية في المغرب وتقدم المساعدة للفئات الفقيرة والمحتاجة. ولقيت مبادرة الحناوي، التي تخرجت حديثا من كلية الطب بمدينة مراكش، تشجيعا قل نظيره على صفحات الفايسبوك، وأجمع معظم المعلقين على اختيارها شخصية سنة 2012، بفضل مبادرتها الإنسانية، وروحها الوطنية العالية ونبل أخلاقها. وتقوم فكرة البرنامج على مشاركة المتسابقين من أجل مساعدة الآخرين، وهو السباق الذي تفوقت فيه الحناوي في المراحل الخمس في الحلقة الرابعة والعشرين، إذ كانت كلما أجابت عن عدد معين من الأسئلة المتنوعة، تتأهل إلى المرحلة الموالية، ما يجعل نصيبها من المال يرتفع، إلى أن بلغت المرحلة الأخيرة واستطاعت أن تجمع 263 ألفا و600 ريال سعودي، (حوالي 62 مليون سنتيم) كقيمة نهائية. هذا المبلغ المالي، كما قالت سناء في البرنامج، سيساعد جمعية "بصيص أمل مراكش"، التي تنتمي إليها، على تحقيق مشروع اقتناء وحدة طبية متنقلة ظل حلما مؤجلا منذ سنة 2005، بسبب عوائق مادية محضة. فرحة سناء وأصدقائها في جمعية "بصيص الأمل" ستصل إلى أبعد القرى المعزولة، وستردد صداها جبال الأطلس، حيث المئات من السكان ينتظرون من يحمل إليهم أجهزة طبية لتخطيط القلب والفحص بالصدى وفحص البصر وأجهزة التحاليل السريعة، وغيرها من الأدوات التي ترغب سناء في اقتنائها بمبلغ الجائزة، من أجل تخفيف العزلة والتهميش عن مواطنين يعانون في صمت منذ سنوات طويلة. مبادرة سناء رسالة واضحة للذين انشغلوا بأحلامهم الصغيرة، التي لا تتجاوز، في أحسن الأحوال، اقتناء شقة وسيارة، بدل تخصيص القليل من وقتهم للعمل الإنساني، الذي لا يكلف في بعض الأحيان درهما واحدا، وهو ما كتبته الحناوي في مدونتها "مغربية"، الفائزة في مناسبتين بأفضل مدوّنة على الصعيد الوطني، قائلة " أتذكر دائما منظر صديقة لي، دمعت عيناها وهي تعترف بأنها تنتمي إلى طبقة من الأغنياء، تعيش بينهم بعيدة عن هموم الآخرين. وعندما انضمت إلى جمعية "بصيص الأمل" أحسّت بالراحة والسعادة، لأنها وجدت نفسها يوما تستجدي، بسرور، العديد من الأشخاص، وتحاول إقناعهم بضرورة التبرع بقدر كاف من المال، لمساعدة مرضى القصور الكلوي". شكرا سناء، وكل الأمل ألا يحدث لك، مثل ما حدث للشابة حسناء خولالي، المغربية التي فازت بالمسابقة العالمية لتجويد القرآن الكريم في ماليزيا، وعند عودتها رافعة راية البلد عاليا، لم تجد أحدا من المسؤولين يستقبلها في المطار، كما حصل مع دنيا باطما ومراد البوريقي، اللذين بلغت حماسة الاحتفال بهما حد استضافتهما في نشرة الأخبار المباشرة على التلفزيون الرسمي.