تم مساء أمس الخميس في العاصمة الصينية بكين افتتاح المعرض التشكيلي حول المغرب "ابن بطوطة .. إلهام بعد سبعة قرون"، في إطار حفل بهيج حضره جمهور عريض من الصينيين. ويهدف المعرض، الذي يقام إلى غاية 12 من دجنبر الجاري، بمشاركة العديد من الفنانين الصينيين المرموقين والمعروفين على المستوى العالمي، إلى "رسم المغرب" وتعريف الجمهور بما يزخر به من مؤهلات ثقافية وطبيعية وجمالية، ألهمت تشكيليين بارزين من مختلف القارات على مدى العصور. وقد تم افتتاح المعرض، الذي تنظمه سفارة المملكة المغربية وجمعية بكين للصداقة مع البلدان الأجنبية وجمعية الصداقة المغربية الصينية، بحضور وفد مغربي، يزور حاليا الصين، برئاسة الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون السيد ناصر بوريطة. ويضم المعرض أزيد من أربعين عملا فنيا بين لوحة تشكيلية وقطع خزفية وفخارية، تسعى كلها إلى تعريف الجمهور الصيني بالمغرب فنيا. والأعمال المعروضة ¡كلها لفنانين معروفين على الساحة الفنية ومشهود لهم بالمقدرة الإبداعية، وقد عبروا عن رغبة واستجابة كبيرتين للمشاركة في هذه التظاهرة. وقالت الفنانتان هو رونغ وزهانغ شيانشيان المشاركتان في المعرض بالعديد من اللوحات الزيتية المشتركة، أن ما يثير في المغرب هو تنوع الألوان وتناسقها في كل شيئ في البيوت وفي الألبسة التقليدية وفي الأسواق والمطبخ والصناعات الحرفية وخصوصا الخزفية. وترى الجهات المنظمة أن من شأن تكثيف إقامة تظاهرات مماثلة تعميق الروابط القائمة بين الشعبين الصديقين الصيني والمغربي، وهو ما كان رئيس جمعية ابن بطوطة للصداقة المغربية الصينية، لي رووه هونغ، قد عبر عنه بقوله إن علاقات الشعبين "تجاوزت مرحلة التعارف والتعبير عن العواطف، ويتعين حاليا تعميقها، مما يشكل أساسا صلبا لإقامة تعاون يعود بالنفع العميم على البلدين". وقد تم اختيار اسم ابن بطوطة كعنوان لهذا المعرض لكونه رمزا دالا على قوة حب الاستطلاع وخوض المجهول سعيا للتعرف على الآخر والانفتاح عليه، كما أنه يعد أحد الجسور القوية، لعرى الصداقة بين الشعبين، علاوة عن أنه يختزل سمة الانفتاح والتسامح التي تطبع المجتمع المغربي عبر الحقب. وتندرج فكرة تنظيم هذا المعرض في إطار تركيز السلطات الصينية على الثقافة في تمتين العلاقات مع باقي الشعوب، والاهتمام الذي يوليه الصينيون لثقافة المغرب وحضارته العريقتين ولما يزخر به من مؤهلات. حضر حفل افتتاح المعرض التشكيلي، الذي تميز بعزف وصلات من الموسيقى الشعبية الصينية، مسئولون صينيون وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد ببكين والعديد من الفعاليات من عالم السياسة والثقافة والفن والمجتمع المدني الصيني.