أطلقت جمعية فضاء للمستقبل، التي تعد عضوا في الفيدرالية الديمقراطية لنساء المغرب، حملة تحسيسية وتربوية وطنية حول موضوع التحرش الجنسي، تحمل شعار "وقف ماتحرش بيا متساويين في الكرامة والحرية". تدخل هذه الحملة، التي انطلقت يوم 14 نوفمبر، واختتمت بوقفة احتجاجية يوم الأحد 2 دجنبر الجاري أمام البرلمان، في إطار عمل الجمعية الرامي للتربية على المواطنة والمساواة، ومحاربة كل أشكال التمييز والعنف المبني على النوع. واعتبر المنظمون، من شابات وشباب الجمعية، أن اختيار هذا الموضوع، الذي يتزامن مع تخليد اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد النساء، ينبع من قلق تفشي ظاهرة التحرش في مجموع التراب الوطني، وارتفاع وتيرتها في الأماكن العامة والخاصة، سواء تعلق الأمر بأماكن العمل، أو الإدارة، أو المؤسسات التعليمية، أو الأماكن العمومية، واستهدافها، أساسا، النساء والفتيات. وتوجت الحملة بإصدار تصريح تؤكد فيه جمعية فضاء للمستقبل انخراطها في النضال الحقوقي، إلى جانب الحركة النسائية والحقوقية، من أجل تفعيل مقتضيات الدستور، لضمان الحرية والكرامة والمساواة لجميع المواطنات والمواطنين. وكذا دعمها لمطالب الحركة النسائية من أجل قانون شامل يحمي النساء من العنف والتمييز، ويضمن حقوقهن الإنسانية، اقتناعا منها أن التحرش الجنسي يشكل سلوكا يسبب أدى نفسيا ومعنويا للمتحرش بها، واعتداءا على حرمة الآخر. وتؤكد الإحصائيات الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط أن التحرش الجنسي غير مرتبط بشكل اللباس والمظهر الخارجي، كما أنه غير مرتبط بالسن أو بشريحة اجتماعية معينة. وهو إما لفظي، مثل التعليقات على المظهر أو المخاطبة بكلمات ذات محتوى جنسي، أو غير لفظي مثل التحديق والنظرات، أو إيحاءات وإشارات جنسية، وغيرها، وكذا المضايقات الجسدية. وقد يصدر عن شخص له سلطة اتجاه المتحرش بها (العمل، الإدارة، المؤسسات التعليمية..) أو سلطة اجتماعية نابعة من الثقافة السلطوية الذكورية. ورغم أن القانون الجنائي الحالي، في فصله 503، يعاقب على التحرش الجنسي، الناتج عن استغلال السلطة المباشرة على المتحرش بها، من أجل الحصول على أغراض ذات طبيعة جنسية، غير أنه يصمت عن التحرش الجنسي، التي تعانيه النساء والفتيات في الشارع، وفي كل الفضاءات العمومية. وذكرت جمعية فضاء المستقبل بعض الإحصائيات حول العنف الجنسي، اعتمادا على شبكة الرابطة إنجاد ضد عنف النوع، إذ بلغ معدله، خلال 12 شهرا التي سبقت البحث، 8.7 في المائة، منها 38 ألف امرأة تعرضت لمعاشرة تحت الإكراه، أي بمعدل 0.4 في المائة. فيما تعاني 444 ألف امرأة متزوجة، في إطار الحياة الزوجية، العنف الجنسي أي بمعدل انتشار يعادل 6.6 في المائة. وفي الأماكن العمومية تتعرض سنويا 372 ألف امرأة للعنف الجنسي، أي بمعدل انتشار 3.9 في المائة. كما ذكرت أنه في الوسط المهني يطال العنف الجنسي ما يقارب 32 ألف امرأة نشيطة مشتغلة، أي بنسبة انتشار تعادل 1.8 في المائة، وينتشر هذا الشكل من العنف أكثر في القطاع الخاص بنسبة 3.8 في المائة. وفي مؤسسات التكوين والتعليم تتعرض 15 ألف تلميذة أو طالبة للعنف الجنسي، أي بنسبة انتشار تعادل 4.4 في المائة. للإشارة، فإن "فضاء للمستقبل" هي جمعية منضوية تحت لواء فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، تأسست في 14 يناير 2007، بمبادرة من شباب الجمعية، تهتم بالقضايا المطروحة في أوساط الشباب والأطفال، وبنشر ثقافة المساواة والمواطنة. إلى جانب العمل على ترجمة القيم الإنسانية النبيلة، ونشر ثقافة الحوار والتسامح، وإشراك الشباب في الدفاع عن قيم المساواة والمواطنة في الحياة العامة، والاهتمام بقضايا الشباب ومحيطهم الاجتماعي، وتحفيزهم على المشاركة، والانخراط في الحياة العامة.