ودعت الساحة الفنية المغربية الفنان أحمد الطيب لعلج، أحد أبرز رموزها الإبداعية وفقدت أسرته الصغيرة والكبيرة في رحيله فنانا شاملا، جمع عبر عقود بين التمثيل والزجل، فأغنى بذلك الريبرتوار الفني بمسرحيات ومسلسلات ناجحة، كما له الفضل في ما وصلت إليه الأغنية المغربية من إشعاع. في ساعة متأخرة من أول أمس السبت، توفي الفنان الطيب لعلج عن سن يناهز 84 سنة، تاركا وراءه تاريخا فنيا تفتخر به الساحة الفنية المغربية، وووري الراحل الثرى أمس الأحد، بعد صلاة الظهر بمسقط رأسه فاس. أول أمس انطفأت شمعة أخرى كانت تضيء سماء الفن المغربي على امتداد عقود، وخلف خبر وفاة الحاج أحمد الطيب لعلج حزنا بالغا في نفوس رفاق دربه، وكل الذين أثرت إبداعاته في نفوسهم على امتداد عقود. و اتصلت "المغربية" بالفنان عزيز موهوب، الذي لم يكن يعلم بخبر وفاته، لأنه يوجد في الولاياتالمتحدة، فقال إنه صدم بالخبر، وعبر عن مدى حزنه على وفاة صديقه ورفيق مساره، وأضاف في اتصال هاتفي من أمريكا "حياتي الفنية قضيتها كلها رفقة هذا الهرم، لا يمكنني أن أتحدث عن الطيب لعلج في سطور، لأنه تاريخ فني، وعزاؤنا واحد وإنا لله وإنا إليه راجعون". وعبر محمد الجم، بدوره، عن حزنه لوفاة الراحل قائلا "عاشرت الطيب لعلج أكثر من عقدين في السراء والضراء، وجمعتنا أعمال فنية كثيرة، كانت الخشبة مسرحا لها". وأضاف "أعتبر الراحل الأب الروحي والمعلم والأستاذ، كانت لنا جولات فنية كثيرة، كان الراحل القنطرة التي فتحت لي باب التألق في المسرح، لأنه هو من علمني فن الكتابة، وكل ما سيقال عن الطيب لعلج سيبقى قليلا في حقه، لأنه ترك تاريخا للمسرح. إنا لله وإنا إليه راجعون". ولا يختلف أقطاب الساحة التمثيلية والغنائية حول كون الراحل فنان متعدد المواهب، أبدع في المسرح وتألق في التأليف، وبرع في الزجل، واستطاع أن ينحت اسمه بقلم الفخر في خارطة الإبداع المغربي. وسيظل الراحل أبرز الكتاب الدراميين المغاربة إنتاجا، سواء في المسرح أو الإذاعة، أو الأغنية. رحل لعلج تاركا أكثر من 20 مسلسلا إذاعيا، واقتبس عن موليير أغلب أعماله المسرحية، مثل "ولي الله"، و"الحاج العظمة"، و"مريض خاطرو". ويعتبر الفنان والمؤلف المسرحي أحمد الطيب لعلج واحدا ممن ارتكز عليهم تألق المسرح المغربي، إذ تقلد في حياته أوسمة وشهادات تقدير على إبداعه في مسيرة الحركة المسرحية. وارتقى الراحل بفضل كلماته بالأغنية المغربية إلى أعلى المراتب، لأنه كان رحمه الله مرهف الحس، دقيق التبليغ، ودفع عن الكلمة المغربية تهمة الغرابة والصعوبة، وخير دليل أن المطربة اللبنانية صباح أدت رائعته "ما أنا إلا بشر"، دون أدنى صعوبة.