بادرت المملكة المغربية بإرسال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي تعرض لعدوان إسرائيلي٬ وفاء منها لالتزامها التضامني الراسخ مع الشعب الفلسطيني، ودفاعها المستمر عن قضيته العادلة، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي. (ماب) وجاءت هذه الالتفاتة الإنسانية النبيلة، التي جرت بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس٬ للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني خلال المراحل الصعبة التي يعيشها خاصة في قطاع غزة٬ حيث ظل المغرب سباقا لتقديم الدعم الدبلوماسي والميداني للسلطات الفلسطينية. وفي هذا الصدد، أقام المغرب جسرا جويا لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية إلى فلسطين، منذ الخميس الماضي، حيث جرى نقل معدات وأطر وتجهيزات خاصة بالمستشفى الميداني متعدد الاختصاصات والطبي الجراحي، الذي أقامته القوات المسلحة الملكية في القطاع، وكذا المساعدات الغذائية التي خصصتها مؤسسة محمد الخامس لدعم الفلسطينيين. ويترجم التفاعل الفوري للمغرب مع حاجيات الفلسطينيين القلق البالغ للمملكة من الوضع الإنساني المتفاقم في القطاع بالخصوص، والذي أزم العدوان من وضعيته بعد سنوات من الحصار الجائر. وانسجاما مع الدفاع المستميت للمغرب عن قيم التضامن والعدالة وحقوق الإنسان٬ كانت قوافل المساعدات المغربية٬ الأولى التي حطت الرحال بقطاع غزة بعد العدوان، وهو ما كان عليه الحال في كل المحطات التي مرت منها القضية الفلسطينية بمآزق، سواء دبلوماسية أو متعلقة بتطورات ميدانية. ويسعى المغرب، من خلال هذه المبادرة، إلى المساهمة في تضميد جراح الفلسطينيين في قطاع غزة بعد أزيد من أسبوع من القصف الغاشم، خلف سقوط العشرات من القتلى والمئات من الجرحى٬ عبر تقديم الفحوصات الطبية بالنسبة إلى الجرحى، وأيضا، الدعم النفسي خاصة للأطفال والنساء. وهكذا، يكون المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، استجاب مرة أخرى لنداء الواجب، وهب لدعم سكان غزة بشكل فوري وسريع، انسجاما مع مواقف ثابتة للمملكة تعود لعدة عقود. وحظيت هذه الالتفاتة الإنسانية النبيلة بتقدير وترحيب كبيرين من لدن أهالي القطاع، حيث عبر المدير العام لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الدكتور خالد جودة، عن تثمينه وترحيبه بالمبادرة المغربية بإرسال مساعدات إنسانية وغذائية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة٬ مسجلا أن المستشفى الميداني الذي تقيمه القوات المسلحة الملكية في القطاع سيساهم في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، بعد أسبوع من القصف الغاشم لقوات الاحتلال التي استهدفت المدنيين٬ من خلال توفير الرعاية الصحية لجرحى هذا العدوان، وكذا للمرضى من أهالي القطاع. وذكر بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس دأب على نصرة الفلسطينيين في صراعهم مع إسرائيل سواء من خلال الدعم الدبلوماسي أو الميداني، مشيرا إلى أن سكان غزة يكنون الكثير من الامتنان للمغرب، الذي يحرص على تضميد جراح الفلسطينيين والتخفيف من آلامهم، حيث كانت المملكة سباقة، خلال عدوان 2009، إلى إرسال أطقم طبية لعلاج المصابين. وخلص المسؤول الفلسطيني إلى أن المغرب وعبر التاريخ ظل حريصا على تقديم الدعم للفلسطينيين، خاصة في المحطات الصعبة التي يجتازونها في محنتهم مع الاحتلال الإسرائيلي. ويجب التذكير في سياق هذا الدعم أن جلالة الملك بادر خلال العدوان على غزة سنة 2008، إلى إصدار أوامر بفتح حساب بنكي لدى بنك المغرب تحت اسم "حساب مساعدة فلسطين"، خصص لجمع المساعدات الرامية إلى إعادة بناء المرافق الأساسية والتخفيف من الآثار التي خلفها هذا الاعتداء٬ كما أن جلالته أبى إلا أن يسهم شخصيا في عملية إعادة الإعمار٬ حيث تحمل تكاليف بناء كلية الزراعة بجامعة الأزهر في غزة من ماله الخاص.(و م ع)