عرفت دينامية النمو والتنموية، التي تشهدها مدينة بن جرير، بفضل مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ منعطفا جديدا، أمس الأربعاء٬ من خلال المشاريع المهيكلة التي أطلقها جلالته، الرامية إلى تعزيز وتحديث البنيات التحتية السككية والأساسية. (ماب) وهكذا، أشرف جلالة الملك على إعطاء انطلاقة أشغال الشطر الأول لمشروع تأهيل الخط السككي بين سطات ومراكش٬ وبناء محطة سككية جديدة للمسافرين ببن جرير٬ وتأمين السلامة عند عبور الممرات المستوية. وتعكس هذه المشاريع٬ التي رصدت لها استثمارات مهمة٬ مرة أخرى وبجلاء٬ العناية السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ حفظه الله٬ يوليها لقطاع النقل، باعتباره رافعة أساسية للتنمية المحلية، ولدعم الأنشطة الاقتصادية وضمان العيش الرغيد للسكان. ويهم مشروع تأهيل الخط السككي بين سطات ومراكش (الشطر الأول)، تجديد التجهيزات القائمة (السكة٬ الكتينة الكهربائية٬ التشوير٬ الاتصالات...)، وتثنية جزئية للسكة بين الصخور - بن جرير وسيدي غانم - مراكش٬ وبناء مصطبة لوجيستيكية على مساحة هكتارين بسيدي غانم. وسيمكن هذا المشروع٬ الذي تبلغ كلفته الإجمالية 600 مليون درهم٬ تقليص مدة السفر بين الدارالبيضاء ومراكش بحوالي 30 دقيقة٬ وتحسين أمن وسلامة القطارات٬ ومواكبة التطور المتزايد في حركة نقل المسافرين٬ وضمان ربط بعض الوحدات الصناعية في المنطقة بشبكة السكك الحديدية. أما مشروع بناء محطة بن جرير الجديدة للمسافرين٬ فيندرج في إطار الجهود الرامية إلى تأهيل الخط السككي الرابط بين سطات ومراكش. ويأتي هذا المشروع٬ الذي يعد جزءا من برنامج وطني شامل للمكتب الوطني للسكك الحديدية، يروم تحديث شبكة المحطات السككية٬ لتلبية الحاجة إلى تعزيز ظهور جيل جديد من المحطات يستجيب للمعايير الدولية في هذا المجال٬ ومواكبة النمو المتزايد لعدد المسافرين وتحسين نوعية الخدمات المقدمة للزبناء. ويتضمن برنامج تأمين الممرات المستوية٬ خلال الفترة 2010-2015، تعويض 180 ممرا مستويا٬ 60 منها تقع على الخط السككي الرابط بين سطات ومراكش. كما يهم هذا البرنامج الوطني٬ الذي رصد له غلاف مالي يقدر ب1,5 مليار درهم٬ تجهيز جميع الممرات المستوية بنظم أوتوماتيكية٬ وتنظيم حملات تحسيسية حول مخاطر عبور الممرات السككية. وبهذه المناسبة، أشرف جلالة الملك على إعطاء انطلاقة أشغال تشييد مركب للمصالح الجماعاتية٬ الذي يشكل جزءا من برنامج التأهيل الحضري للمدينة. ومن شأن هذا المشروع٬ الذي عبئت له استثمارات تقدر ب43 مليون درهم٬ أن يساهم في تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة ومنسجمة، وتحسين ظروف عمل التجار٬ فضلا عن توفير محلات قارة للباعة المتجولين وتعزيز جاذبية المدينة. وسيشتمل المركب الجديد على سوق للجملة خاص بالفواكه والخضر، وسوق للسمك٬ ومجازر ومحلات تجارية ٬ ومطاعم. وستساهم هذه المشاريع، التي أطلقها جلالة الملك، في تحسين المشهد الحضري لمدينة بن جرير٬ والرقي بظروف عيش سكانها٬ كما ستجعل من المدينة قطبا رئيسيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ستكون له آثار إيجابية على باقي جماعات الجهة.