دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ سعد الدين العثماني٬ إلى إرساء نموذج قوي ومتجدد للحكامة الديمقراطية من شأنه تقديم حلول مندمجة للمشاكل التي يواجهها العالم بحدة. وأوضح العثماني، الذي قاد الوفد المغربي خلال أشغال المنتدى الخامس للديمقراطية، الذي انعقد يومي 8 و9 نونبر ببالي بأندونيسيا٬ بمشاركة عدة رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية٬ أن العالم المعاصر يعرف تحولات عميقة وثورات كان لها انعكاس غير مسبوق ليس فقط على البلدان في حد ذاتها لكن على السلم العالمي والاستقرار الإقليمي والدولي. وأبرز أن "دمقرطة الحكامة على المستوى الدولي من شأنها تعزيز السلم والأمن". وفي ما يتعلق بإصلاح منظومة الأمم المتحدة٬ أكد العثماني أنه يتعين أن يأخذ هذا الإصلاح بالاعتبار التحديات في مجال التنمية الاقتصادية٬ مضيفا أن مسلسل إصلاح الحكامة الشاملة ينبغي أن يشرك جميع الفاعلين المتدخلين في مجال السياسة الاقتصادية والمالية، لا سيما القطاع الخاص والمجتمع المدني. من جهة أخرى٬ وبهدف تعزيز علاقات التعاون بين المغرب وأندونيسيا٬ أجرى الوزير مباحثات مع وزير الخارجية الأندونيسي، مارتي ناتاليغاوا٬ أعرب خلالها الجانبان عن ارتياحهما للعلاقات السياسية الممتازة بين البلدين وعن الأمل في تقوية هذه العلاقات أكثر خاصة في المجالين الاقتصادي والثقافي. واتفق الطرفان في هذا الصدد، على تنظيم بعثة لكبار الموظفين الأندونيسيين إلى المغرب بغية تحديد قطاعات التعاون التي من شأنها أن تشكل موضوعا لمشاريع ملموسة للتعاون في أفق انعقاد الدورة الثانية للجنة المشتركة وتنظيم الأسبوع الثقافي المغربي بأندونيسيا وأسبوع أندونيسي بالمغرب بهدف الاطلاع بشكل أفضل على الخصوصيات الثقافية لكل من البلدين. وعلى هامش هذا المنتدى٬ أجرى العثماني مباحثات مع وزراء خارجية كل من النرويج وتيمور الشرقية وبابوا غينيا الجديدة وسيريلانكا٬ همت، على الخصوص، تنمية العلاقات الثنائية والتشاور حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. ويهتم منتدى الديمقراطية الذي أطلقته أندونيسيا سنة 2008 إلى تنمية الديمقراطية في منطقة آسيا والمحيط الهادي٬ كما يروم النهوض بالتعاون الإقليمي والدولي في مجال السلم والديمقراطية من خلال الحوار وتقاسم التجارب وأفضل الممارسات التي تعزز مبادئ المساواة والاحترام المتبادل والتفاهم بين الدول المشاركة. ويتعلق الأمر بحدث عالي المستوى بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ مفتوح أمام بلدان أخرى من إفريقيا وأمريكا وأوروبا للمشاركة بصفة ملاحظ.