أكد المغرب وإسبانيا مجددا، أمس الأربعاء، بالرباط، عزمهما الراسخ على تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين. (كرتوش) وأبرز عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، ونظيره الإسباني، ماريانو راخوي، خلال ترؤسهما افتتاح أشغال اللقاء المقاولاتي المغرب - إسبانيا، الإرادة القوية التي تحذو الحكومتين للارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيزها لما فيه مصلحة البلدين. في هذا الصدد، أكد عبد الإله بنكيران أن الحكومة المغربية تولي أهمية خاصة لتعزيز علاقات التعاون مع البلدان الشريكة للمملكة، مبرزا أن اللقاء المقاولاتي المغربي الإسباني، يشكل "فرصة سانحة لتقوية التعاون المثمر وعلاقات الصداقة التي تجمع البلدين". وأشار إلى أن هذا اللقاء٬ الذي ينظم بعد ثلاثة أشهر من انعقاد منتدى الاستثمار والتعاون المقاولاتي السابع المغرب -إسبانيا في الدارالبيضاء٬ يعكس الإرادة القوية للبلدين لتشجيع الاستثمارات والمبادلات التجارية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا. وأبرز بنكيران الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتجاوز العراقيل أمام المقاولات والقطاع الخاص بصفة عامة٬ من بينها إصلاح العدالة والإصلاح الضريبي وإحداث لجنة وزارية لتدليل العقبات التي تواجه المقاولات وتحسين مناخ الأعمال. وأشار رئيس الحكومة إلى بعض القطاعات الواعدة التي يمكن أن تشكل محو اهتمام مقاولات البلدين٬ خاصة قطاعات الفلاحة والصناعة والطاقات المتجددة، التي توفر فرصا مهمة لإبرام شراكات بين الرباط ومدريد. وفي هذا الإطار دعا رئيس الحكومة إلى تكثيف الاجتماعات بين المقاولين والمستثمرين المغاربة والإسبان وإلى تقوية الشراكة الاقتصادية بين البلدين. من جانبه، أبرز رئيس الحكومة الإسبانية أن العلاقات الاقتصادية بين الرباط ومدريد شهدت تحسنا ملحوظا، خلال الفترة الممتدة ما بين 2002 و2012، موضحا أن المغرب أصبح السوق الثانية لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي. وأكد راخوي أن المغرب٬ الذي يعد ضمن أولويات الحكومة الإسبانية٬ يشكل الوجهة الأولى للاستثمارات الإسبانية في لإفريقيا، حيث تستقر في المغرب أزيد من 700 مقاولة إسبانية تعمل في مختلف القطاعات الإنتاجية٬ مشيرا إلى أن هذا اللقاء يسعى إلى إعطاء دفعة جديدة لشراكة استراتيجية مبنية على تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية للبلدين. كما أبرز المسؤول الإسباني رغبة بلاده في التعاون مع جارها الجنوبي في المشاريع الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس خاصة في مجال التطهير والبنيات التحتية والطاقات المتجددة. من جانبها٬ أشارت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح شقرون، إلى أن هذا الاجتماع يعكس علاقات التقدير والصداقة التاريخية التي تجمع بين الجارين. وذكرت بأن الصادرات المغربية نحو إسبانيا بلغت إلى غاية أواخر السنة الماضية 32 مليار درهم، النسيج (29 في المائة)٬ الألياف الكهربائية (11 في المائة)٬ القشريات (10 في المائة)، بينما ارتفعت الواردات المغربية من إسبانيا، خلال الفترة نفسها إلى 39 مليار درهم، تهم أساسا المواد نصف المصنعة والطاقة الكهربائية. وقالت بنصالح إنه رغم الأزمة الاقتصادية٬ فإن المغرب يواصل برنامجه الواسع من أجل التكيف مع الاقتصاد الدولي، الذي أصبحت تطغى عليه العولمة بشكل متزايد، مشيرة إلى أن المغرب حريص على تطوير علاقاته مع جيرانه بحوض البحر الأبيض المتوسط. وذكرت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالتحسن الذي طرأ على المؤشرات الاقتصادية للمملكة، خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين٬ والحفاظ على التوازنات الماكرو اقتصادية٬ وولوج أكبر إلى السكن الاجتماعي بالإضافة إلى إقامة شراكات (رابح-رابح). وبفضل هذه الدينامية الاقتصادية والسياسية٬ تضيف بنصالح٬ فإن المغرب، الذي يوفر فرصا اقتصادية كبيرة للمقاولات الإسبانية، وضع إطارا للحماية القانونية لفائدة المستثمرين المحليين والأجانب. في هذا الصدد، دعت بنصالح إلى استغلال الفرصة التي يوفرها هذا اللقاء لبحث السبل الكفيلة بتقوية الشراكة الاقتصادية بين البلدين. من جهته، أبرز رئيس الكونفدرالية الإسبانية للمقاولات٬ خوان روسيل٬ أن العلاقات الإسبانية الممتازة، التي تجمع بين المغرب وإسبانيا ليست وليدة الصدفة، بل هي ثمرة لمجهود كبير ممتد على مدى سنوات. ويناقش هذا اللقاء المقاولاتي المغربي الإسباني عددا من المواضيع من بينها "البينة التحتية والاقتصاد الأخضر"، و"الاستثمار والتنافسية ومناخ الأعمال".