بإشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ أمس الاثنين، بجهة مكناس- تافيلالت٬ على إعطاء انطلاقة عملية " تويزا"٬ إيذانا بانطلاق الموسم الفلاحي 2012-٬2013 يؤكد جلالته٬ من جديد٬ حرصه الراسخ على النهوض بالفلاحة التضامنية٬ التي تعد إحدى الركائز الأساسية لمخطط "المغرب الأخضر". (ماب) وتعكس عملية "تويزا" هذه٬ التي تروم تكريس قيم التضامن والاستغلال المشترك لوسائل الإنتاج٬ ومبادئ العمل الجماعي والتعاون٬ العناية السامية التي يحيط بها جلالة الملك صغار الفلاحين٬ وحرص جلالته الدائم على السير على هذا التقليد، الذي أسس له جده جلالة المغفور له محمد الخامس، ووالده جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراهما. والواقع أن عملية الحرث الجماعي أعطيت في ثلاث مناسبات منذ الاستقلال٬ فكانت المرة الأولى سنة 1957، من طرف جلالة المغفور له محمد الخامس٬ في حين أعطى جلالة المغفور له الحسن الثاني الانطلاقة الثانية لهذه العملية تحت اسم "تويزا" سنة 1973. وهاهو جلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ يعطي سنة 2012، انطلاقة هذه العملية٬ بهدف زرع روح الثقة لدى الفلاح والرفع من معنوياته. هكذا تهدف عملية " تويزا" إلى تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للفلاحين٬ باعتبارها من أهم أولويات الموسم الفلاحي الجديد٬ الذي يروم، أيضا، تنمية العالم القروي، وخلق مناصب شغل منتجة بالنسبة إلى الشباب وتثمين فلاحة مستدامة. والأكيد أن جلالة الملك محمد السادس حرص على جعل الفلاحة على الدوام في صلب التنمية الاقتصادية والاجتماعية . ويتميز الموسم الفلاحي الجديد٬ الذي يراهن على زرع 5,4 ملايين هكتار من الحبوب والقطاني٬ بالأساس٬ بمواصلة تنفيذ البرنامج الوطني للاقتصاد في الماء، وتحسين نظام التأمين الفلاحي، وتعزيز دعم صندوق التنمية الفلاحية٬ فضلا عن حماية الماشية . ومن بين التدابير المتخذة لانطلاق الموسم الفلاحي الجديد٬ تطوير استعمال بذور الحبوب المعتمدة، وإطلاق قافلة المجمع الشريف للفوسفاط للحبوب 2012، وكذا مبادرة "سماد"، التي تروم ضمان تنظيم أفضل لسوق الأسمدة، وتأمين تموين السوق بكميات كافية من مختلف الأسمدة (مليون ونصف مليون قنطار)، والحفاظ على استقرار أسعار الأسمدة لدى الفلاحين٬ وتقريب الأسمدة من الفلاحين بالمناطق النائية٬ بفضل شاحنة/مختبر لتحسين جودة ومردودية زراعة الحبوب. ومن ضمن نقاط قوة هذا الموسم كذلك٬ إطلاق منهجية "مدرسة في الحقول"، التي تستجيب لمتطلبات مخطط "المغرب الأخضر"٬ وتنفيذ استراتيجية مجلس الفلاحة التي تقوم على فتح مزارع الخواص في وجه الفلاحين حتى يتمكنوا من الإلمام بالتطبيقات الفضلى الكفيلة بتحسين مردودية وجودة إنتاجهم. وتقوم منهجية "المدارس في الحقول" على إحداث قطع أرضية فلاحية للدراسة والتجارب، يشرف عليها مجموعة من الفلاحين بدعم من مستشار فلاحي٬ وتروم إقامة إطار ملائم لنشر التكنولوجيات والابتكارات الواعدة. وجرى افتتاح ثماني "مدارس في الحقول" في إطار استراتيجية مجلس الفلاحة برسم سنة 2011. وبهذه المناسبة، قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ أعزه الله٬ بزيارة المركز الجهوي لمعالجة البذور والأسمدة٬ الذي تشرف على تسييره الشركة الوطنية لتسويق الأسمدة (سوناكوس)٬ وكذا قافلة مجمع الشريف للفوسفاط للحبوب 2012، التي ستجوب جهات مكناس-تافيلالت وعبدة ودكالة والشاوية وتادلة وسايس وزعير والغرب٬ بغية مساعدة الفلاحين الصغار بهذه المناطق المعروفة بالزراعة المكثفة للحبوب٬ على الاستيعاب الأفضل لنوعية تربة أراضيهم، وكذا الاطلاع على الأساليب والوسائل الكفيلة بتحسين مردودية زراعاتهم من الحبوب. وبخصوص البذور٬ جرى هذه السنة تجاوز سقف مليون قنطار. ويأتي اختيار جلالة الملك٬ حفظه الله٬ لجهة مكناس- تافيلالت من أجل إعطاء انطلاقة الموسم الفلاحي 2012-2013، لتعزيز المكانة التي تحظى بها هذه الجهة كواجهة للفلاحة الوطنية بفضل ما تزخر به من إمكانيات فلاحية متنوعة، وما تتمتع به من صيت واسع رسخته على مر السنين بفضل احتضانها للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب والمناظرة الوطنية للفلاحة.