علمت "المغربية" أن الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالبيضاء أمر، عصر أول أمس الاثنين، بتعميق البحث مع 12 شرطيا يعملون في مصالح المنطقة الإقليمية للأمن بالمحمدية، بعد أن أحالتهم عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء. ويعمل أغلب رجال الأمن، الذين أحيلوا على الوكيل العام الملك في حالة سراح، في فرقة مكافحة المخدرات التابعة لمفوضية أمن المحمدية. وحسب مصدر مطلع، فإن الوكيل العام للملك أمر عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتعميق البحث لمعرفة حقيقة تورط رجال الأمن، وتسترهم على مروج للمخدرات ألقي عليه القبض يوم 4 يوليوز الجاري بالمحمدية من طرف الفرقة الوطنية، بعد أن ظل مبحوثا عنه بموجب أزيد من 40 مذكرة بحث على الصعيد الوطني، دون أن يتعرض للاعتقال من طرف فرقة مكافحة المخدرات. وذكر مروج المخدرات، المعروف في المحمدية بلقب "اهريرة"، أثناء الاستماع إليه من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أسماء عدد من رجال الأمن، بينهم 3 عمداء أمن و 3 ضباط، وعنصر من فرقة الصقور ومفتشو شرطة، ادعى أنهم كانوا يتسلمون إتاوات مقابل التستر عليه وعدم اعتقاله، رغم صدور مذكرات بحث كثيرة في حقه. وتمكنت عناصر الأمن من اعتقال بارون المخدرات، الذي حجزت لديه سيارتين وكمية كبيرة من الشيرا، كان يوزعها على تجار مخدرات بالتقسيط، مستعينا بمنزلين يستخدمهما كمخزنين للمخدرات. وواصلت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، صباح أمس الثلاثاء، الاستماع إلى عمداء أمن وضباط يشتبه أنهم ضحايا شكايات كيدية وتصفية حسابات، خاصة بعد أن أمر الوكيل العام للملك بتعميق البحث واستدعاء عدد من الشهود للاستماع إليهم. وعلمت "المغربية" أن رجال الأمن المشتبه في تورطهم تابعتهم عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتهم الإرشاء والارتشاء، والوساطة في الرشوة، ومن المنتظر أن يستمع قاضي التحقيق بابتدائية الدارالبيضاء للمتهمين، مباشرة بعد إنهاء التحقيق معهم. يشار إلى أن 7 رجال أمن مازالوا رهن الاعتقال في سجن "الزاكي" بسلا، لتورطهم مع بارون مخدرات معروف بلقب "ولد الهيبولية" اعتقل أخيرا، من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتمارة. وسبق أن أحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، 19 عنصرا من الشرطة، 5 منهم في حالة اعتقال، بعد إنهاء الاستماع إليهم ومواجهتهم بأدلة تثبت حمايتهم لبارون المخدرات، الذي سبق أن صدرت في حقه مذكرات بحث وطنية. وذكرت أسماء رجال الأمن أثناء التحقيق مع "ولد الهيبولية"، الذي اعتقل بمساعدة فرقة خاصة للدرك الملكي، استخدمت مروحية حامت أزيد من ساعتين في سماء غابة ظهر الزعتر، قرب تمارة، التي كان يستخدمها "ولد الهيبولية" لإخفاء المخدرات. وكان من بين رجال الأمن الموقوفين مسؤولون يشتغلون بمصلحة الشرطة القضائية وفرقة مكافحة المخدرات بتمارة، وعميد شرطة بدائرة أمنية بتمارة، بعد الاشتباه في حمايتهم لبارون المخدرات، الذي كان يحتمي بغابة الفلين قرب تمارة، لترويج كميات مهمة من الشيرا والأقراص المهلوسة.