استقبل الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي٬ صباح أمس الجمعة٬ بقصر قرطاج٬ جنوب شرق العاصمة التونسية٬ رئيس الحكومة٬ عبد الإله بنكيران، الذي يقوم حاليا بزيارة عمل لتونس. حضر هذه المقابلة، أعضاء الوفد المرافق لبنكيران، ويضم على الخصوص، محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، وإدريس الأزمي الإدريسي، الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية٬ بالإضافة إلى سفير المغرب بتونس٬ نجيب زروالي وارثي٬ كما حضرها من الجانب التونسي، على الخصوص، وزير العدل٬ نور الدين البحيري، والوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون السياسية، عزيز كريشان، والمستشار لدى الرئيس المكلف بالشؤون الخارجية٬ رياض الصيد، وسفير تونس بالمغرب٬ رافع بن عاشور. وفي أعقاب هذا اللقاء، صرح بنكيران للصحافيين أن محادثاته مع الرئيس المرزوقي كانت "إيجابية وبناء"، وشكلت مناسبة لاستعراض العلاقات الثنائية وسبل ترجمة الرغبة المشتركة لتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ليرقى إلى الإرادة السياسية التي تحدو الجانبين. وأضاف أن المحادثات تناولت، أيضا، الوضع في المنطقة المغاربية والجهود الرامية إلى تحقيق المشروع المغاربي، وتوفير الظروف المناسبة لإنجاح القمة المغاربية المرتقبة في تونس في أكتوبر المقبل٬ والتي قال "إننا نريد أن تكون قمة مغاربية مختلفة عن سابقاتها حتى نتمكن من تحقيق أشياء عملية وواقعية لفائدة شعوب المنطقة". وبعد أن أشار إلى أن اللقاء كان "مفعما بالمعاني الإيجابية والفهم الصحيح لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين البلدين وتجاوز بعض المشاكل البسيطة التي كانت تعرقل إقامة وعمل مواطني البلدين في البلد الآخر"٬ أوضح في هذا السياق أن المغرب "يشاطر الرئيس المرزوقي التصور الذي يطرحه بشأن تمتيع مواطني البلدان المغاربية بمجموعة من الحقوق٬ كحق التنقل والعمل والإقامة والاستثمار والتملك أينما وجدوا في الأقطار المغاربية". وشدد بنكيران على أنه "آن الأوان من أجل إعطاء معنى حقيقي على أرض الواقع لارادة الشعوب المغاربية ورغبتها في التواصل في ما بينها بلا حدود مادية أو معنوية أو قانونية٬ حتى يساهم كل شعب من هذه الشعوب بأفضل ما يملك في بناء الصرح المغاربي". وخلص إلى أن اللقاء تميز ب"الانسجام التام" في الرؤى إزاء مختلف القضايا المطروحة. من جهة أخرى، عقد بنكيران والوفد المرافق له ظهر أمس جلسة محادثات مع رئيس المجلس التأسيسي٬ مصطفى بن جعفر، تناولت استعراض التحولات السياسية التي شهدها المغرب وتونس والجهود المبذولة من أجل بناء نظام ديمقراطي عصري يلبي تطلعات الشعبين المغربي والتونسي في الحرية والتنمية والازدهار. وكان رئيس الحكومة عقد، أول أمس الخميس، جلسة عمل موسعة مع نظيره التونسي، حمادي الجبالي، تناولت سبل تطوير التعاون بين البلدين، حيث جرى الاتفاق على عقد اللجنة العليا المشتركة بالرباط في منتصف يونيو المقبل، إضافة إلى بحث الجهود الرامية إلى تحقيق بناء الاتحاد المغاربي.