أعلن المجمع الشريف للفوسفاط عن إطلاق برنامج "فوسفاط من أجل العلف الحيواني"، خلال الشهر الجاري، بغلاف مالي يقدر ب 700 مليون درهم، منها 200 مليون درهم كاستثمار أجنبي. وحسب بلاغ للمجمع الشريف للفوسفاط٬ توصلت "المغربية" بنسخة منه في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس٬ فإن هذا المنتوج يمثل مكونا أساسيا للفوسفور والكالسيوم الموجه لتربية المواشي، كما أنه يساعد على النمو بسرعة، وتحقيق إنتاجية مضمونة، إضافة إلى مطابقته الكاملة للمعايير الأوروبية. ويعد المشروع مصدرا مساهما في خلق القيمة المضافة بالمغرب، من خلال تعويض الواردات (150 مليون درهم في السنة)، وخلق قيمة مضافة للمغرب (300 مليون درهم في السنة)، وإعادة تأهيل خطوط الإنتاج بمدينة آسفي. وأفاد المصدر، أنه أخذا بعين الاعتبار للعوامل المرتبطة بالنمو المتواصل للزراعات المعيشية، والتشجير، والبحث عن الوسائل الكفيلة برفع المردودية الفلاحية٬ فإن المجمع الشريف للفوسفاط، سيطلق في ماي 2014 مشروع "تمخصبات الأسمدة"، الذي يسمح بالخصوص بتثمين الخبرة المطورة من طرف المجمع، ومواكبة احتياجات السوق العالمي للفوسفاط. وسبق للمجمع أن أطلق في مارس الماضي مشروع "أسمدة غنية بعناصر مغذية" تتحدد سماته الأساسية توفير الكمية الملائمة من الأسمدة تبعا لتنوع الزراعات واحتياجات التربة٬ ويساهم في تحسين المردودية بفضل العناصر الغذائية التي يوفرها. وسيساهم هذا المنتوج الجديد٬ الذي شرع المجمع الشريف للفوسفاط في تسويقه بالمغرب والبرازيل٬ بكيفية نشيطة في مكافحة تدهور الأراضي الزراعية. ويعد المجمع الشريف للفوسفاط أحد الرواد العالميين في إنتاج وتصدير الفوسفاط والأسمدة الفوسفاطية، وتمكن المجمع عبر ربط أهم المخزونات العالمية للفوسفاط بالتجهيزات الكيماوية والإنتاج الدقيق، وأنشطة البحث والتطوير من المستوى العالمي، من الاستجابة بكيفية متجددة وذات مردودية، لحاجيات النمو القوي للطلب العالمي على هذه المنتوجات. وشرع المجمع الشريف للفوسفاط سنة 2010، في تنزيل برنامج التطوير الصناعي على أرض الواقع. وهو برنامج يمثل استثمارا بقيمة 115 مليار درهم في أفق 2020 ، منها 75 مليار درهم خلال السنوات الأربعة المقبلة. كما يعتبر مبادرة مهمة أطلقت في إطار استراتيجية التفوق الصناعي التي ترتكز على ثلاثة محاور كبرى تشمل ريادة المنتوج، وتكلفة الريادة، والمرونة الصناعية، وهي ثلاثة محاور تعد رافعة حقيقية للتنافسية. ويشار إلى أن الفلاحة المغربية تعاني ضعف التخصيب، إذ لا يتجاوز استهلاكها من الأسمدة الفوسفاطية 900 ألف طن في السنة، في الوقت الذي تصل احتياجاتها من المادة إلى 2.5 مليون طن في السنة. وبالتالي يمر توفير تخصيب جيد للأراضي الفلاحية على الصعيد الوطني، عبر تنشيط سوق الأسمدة. في هذا الإطار يطلق المجمع الشريف للفوسفاط برنامجا طموحا بتناغم المغرب الأخضر، مبادرات حقيقية للتعبئة لفائدة فلاحة مستدامة تمزج بين الجدوى الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، لمرافقة الموزعين المغاربة للأسمدة الفوسفاطية، الهدف من ورائه إنعاش تنمية الفلاحة الوطنية في أفق دعم ترشيد الاستعمال المعقلن للأسمدة الفوسفاطية بمختلف الجهات المغربية، ومرافقة تنمية صغار الفلاحين. وبالتالي يمر نجاحه عبر تعبئة الموزعين المحليين. وبخصوص مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط، يشار إلى أن هذه الأخيرة تطمح إلى بلورة ووضع برامج مواطنة تتمحور حول التنمية البشرية المنخرطة في مسار عادل وشفاف، إذ أطلقت المؤسسة مشاريع مهيكلة بغية تحسين مستوى عيش العالم القروي والمشارك بنشاط في تطوره. وتضع "مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط" الابتكار الاجتماعي والمجتمعي في صلب مبادراتها في المغرب، وتعد مشاريعها الهيكلية تمرة مقاربة تشاركية مبادر إليها من قبلها، عبر تعبئة العديد من الفاعلين الجمعويين المحليين والدوليين، وأيضا من خلال اعتماد شراكة مؤسساتية عملية. وتتحدد الأهداف الرئيسية لهذه المشاريع في تطوير الولوج إلى البنيات التحتية الأساسية، ودعم التعاونيات، إلى جانب إحداث أنشطة مدرة للدخل، وانعاش التربية لفائدة الجميع، إضافة إلى دعم عمليات تحسين الولوج إلى الصحة. فاعل رئيسي لتنمية المغرب وإشعاعه الاقتصادي على الصعيد العالمي يلعب المجمع الشريف للفوسفاط، دورا واضحا في التنمية الاقتصادية للمغرب والمساهمة في تطوره، وعلى الصعيد العالمي، يعد أكبر مقاولة في البلد،كما أنه يوفر حوالي 20 ألف منصب شغل مباشر و40 ألفا غير مباشر، كما يمثل حوالي 3.5 في المائة من الناتج الداخلي الخام للمغرب وربع عائدات المملكة من أنشطة التصدير. في الوقت ذاته يساهم المجمع الشريف للفوسفاط بحيوية في نجاح القطاع الفلاحي المغربي، الذي يستحوذ على حوالي 15 في المائة من الناتج الداخلي للبلد، الذي ينتمي 40 في المائة من سكانه إلى العالم القروي. ويشكل المجمع الشريف للفوسفاط، سندا حقيقيا للمخطط الوطني للتنمية الفلاحية للمغرب "مخطط المغرب الأخضر"، خصوصا عبر المساهمة في إنجاز مجموع الخرائط المفصلة لتخصيب الأراضي لفائدة الفلاحين، ومن جهة أخرى أحدث المجمع الشريف للفوسفاط صندوقا للابتكار من أجل الفلاحة، الذي يمول المقاولات المبتكرة في القطاع الفلاحي.