ملأ صحافي إسباني، يدعى أوراسيو بتشاندي، الدنيا وشغل الناس بمقال مثير للدهشة، نشره في "غاليسيا كونفيدنسيال" في السابع والعشرين من أبريل الماضي، وتناقلته عدة مواقع، وترجم إلى عدة لغات من بينها العربية، ومن بين المواقع التي نشرته موقع "هيسبريس". الصحافي المذكور اقترح في إطار البحث عن حلول للأزمة الاقتصادية والاجتماعية، التي تعانيها بلده أن تبيع إسبانيا للمغرب مدينتيه المحتلتين سبتة ومليلية. هذا أمر غير مقبول، بل إنه العبث بعينه، والمثير والمهم، أيضا، بالنسبة إلينا هو أن هذا الصحافي أقر بكون الثغرين المحتلين ليسا ملكا لبلده، ولم يجرؤ وهو يطلق سخافاته على محاولة إخفاء الشمس بالغربال. نحن نرى ونؤمن بأننا أصحاب حق، ولا نقبل أن يتحدث لنا أي كان عن البيع بدل الإخلاء، خصوصا أن التاريخ يؤكد باستمرار أن الاستعمار مهما طال أمده يرحل لا محالة. نعم قال الصحافي إن بيع المدينتين مهم بالنسبة إلى بلده، لأنه سيبيع ما ليس ملكا له. نحن نعلم ومؤمنون أشد الإيمان أن المدينتين مغربيتان ولا أحد يمكنه أن يجادل في ذلك، لكن لم نتوقع أن تتفتق عبقرية أحدهم ليتحدث عن بيعهما لاستكمال تحرير الأراضي المغربية. لقد كان حريا بالصحافي، الذي يعرف الحقيقة تمام المعرفة أن يبحث عن حلول أخرى لمشاكل بلده، بدل العبث والاستهزاء بمشاعر المغاربة، لأننا لا نقبل المساومة، نعم نتطلع إلى استعادة المدينتين، لكن ما أطلقه أوراسيو غير مقبول البتة.