استقبل رئيس بوركينا فاصو، بليز كومباوري، أمس الأحد، بواغادوغو، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، الذي سلمه رسالة من جلالة الملك محمد السادس. وخلال هذا اللقاء، الذي حضره وزير الشؤون الخارجية البوركينابي، جبريل باسولي، تناولت مباحثات الطرفين، بالأساس، الوضع في منطقة غرب إفريقيا والساحل، خاصة التطورات الأخيرة في مالي وغينيا بيساو. ونقل العثماني للرئيس كومباوري إشادة جلالة الملك بالوساطة، التي كلفته بها المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا (15 بلدا من بينها بوركينا فاصو ومالي)، لحل الأزمة في مالي، مجددا التأكيد بهذه المناسبة، على دعم المغرب للجهود التي تبذلها المجموعة من أجل السلم والاستقرار في منطقة غرب إفريقيا. وأبرز الوزير أن المملكة المغربية، انطلاقا من انتمائها للمغرب العربي، المرتبط بشكل وثيق بفضاء الساحل والصحراء، معنية مباشرة بالوضع في هذه المنطقة، وتتابع بانتباه واهتمام تطور الأحداث في هذا الجزء من القارة. من جهته، أعرب رئيس بوركينا فاصو عن امتنانه لجلالة الملك محمد السادس، وإشادته بمبادرات المملكة خلال الأزمات الإنسانية بالمنطقة، خاصة عبر إرسال مساعدات إنسانية للتخفيف من معاناة السكان اللاجئين. وشدد الرئيس كومباوري بهذه المناسبة، على التزامه بالنضال من أجل إدماج المغرب في الاتحاد الإفريقي، مؤكدا مجددا على دعمه للوحدة الترابية للمملكة. على مستوى التعاون الثنائي، أعرب الجانبان عن ارتياحهما بشأن تطور الشراكة بين البلدين، وسجلا أن انعقاد اللجنة المختلطة، في ماي المقبل بواغادوغو، سيشكل مناسبة لتنويع وتعزيز الإطار القانوني لهذه الشراكة. كما تناول العثماني بشكل مستفيض، خلال هذا اللقاء، موضوع تجمع دول الساحل والصحراء (28 بلدا)، داعيا لتعزيز دور هذه المنظمة، المؤهلة بشكل أمثل لضمان التكامل مع المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا في تسوية النزاعات بالمنطقة. وسلم الوزير بهذه المناسبة، لنظيره البوركينابي، دعوة للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي للمجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الخارجية لتجمع دول الساحل والصحراء، الذي ستحتضنه فاس ما بين 26 و28 ماي المقبل. وتندرج زيارة العثماني في إطار جولة إفريقية تشمل أبيدجان وواغادوغو ونيامي (14 و15 أبريل الجاري)، ويختمها في نيامي (النيجر)، حيث سيسلم رسالة من جلالة الملك لرئيس النيجر، إيسوفو محمدو. ويرافق العثماني في جولته مدير الشؤون الإفريقية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، عبد اللطيف بندحان، إلى جانب نزهة علوي، رئيسة قسم بالمديرية نفسها. رسالة من جلالة الملك للرئيس الإيفواري الحسن واتارا أبيدجان (و م ع) - استقبل الرئيس الإيفواري، الحسن واتارا٬ أول أمس السبت، بأبيدجان٬ وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، الذي سلمه رسالة من جلالة الملك محمد السادس. وخلال هذا اللقاء٬ بحث الرئيس الإيفواري مع العثماني سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والوضع في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء والساحل٬ خاصة التطورات الأخيرة في مالي وغينيا بيساو. وأعرب العثماني٬ بهذه المناسبة٬ عن انشغال المملكة المغربية بشأن الأحداث الأخيرة التي جرت في هذه المنطقة. وبخصوص غينيا بيساو٬ أكد العثماني تمسك المغرب بعودة النظام الدستوري واستكمال المسلسل الانتخابي في هذا البلد. وفي ما يتعلق بمالي٬ أشاد الوزير بمبادرات الوساطة، التي قامت بها الكوت ديفوار، والتي مكنت من عودة النظام الدستوري في هذا البلد المطالب حاليا باستعادة السلم ووحدته الترابية. من جهة أخرى٬ أشاد رئيس الدبلوماسية المغربية بموقف الرئيس الحسن واتارا إزاء مغربية الصحراء٬ ودعا البلدان الصديقة للنضال من أجل إدماج المغرب في الاتحاد الإفريقي. على مستوى العلاقات الثنائية٬ شدد العثماني لدى مخاطبه على ضرورة عقد لجنة عليا مختلطة في أقرب الآجال٬ مؤكدا أنه يحث القطاع الخاص المغربي على الاستقرار في الكوت ديفوار، وجعل هذا البلد أرضية لمجموع المنطقة. حضر هذا اللقاء، سفير المغرب في الكوت ديفوار، أحمد فوزي٬ ومدير الشؤون الإفريقية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، عبد اللطيف بندحان٬ إلى جانب نزهة العلوي٬ رئيسة قسم المديرية بنفسها. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أنه "عقب المحاولة الانقلابية التي جرت في غينيا بيساو٬ يوم 12 أبريل ٬2012 واحتجاز رئيس الجمهورية بالنيابة، رايموندو بيريرا، وشخصيات سياسية أخرى٬ تعبر المملكة المغربية عن رفضها لهذا العمل الانقلابي، وتدعو لعودة النظام الدستوري". وأضاف المصدر ذاته أن المغرب يدعم "جميع مبادرات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا٬ ويواصل بانشغال عميق متابعة الوضع في هذا البلد"٬ مبرزا أن المملكة "تجدد التأكيد على دعمها لاستكمال المسلسل الانتخابي في غينيا بيساو".