تثير استغراب واشمئزاز المواطنين ما تناقلته الصحف الورقية والإلكترونية، طيلة الأسبوع الجاري، من أخبارا مؤلمة، من مناطق مختلفة من المغرب، مرفوقة بصور مزعجة لأشخاص قضوا أو أصيبوا في حوادث وجرائم متنوعة لعل أبشعها استخراج جثة طفلة من قبرها بضواحي مدينة سلا، واغتصابها بطريقة وحشية، وأخطرها على الإطلاق، ذبح زوج بمدينة القنيطرة لزوجته من الوريد إلى الوريد، أمام أطفالهم قبل أن ينتحر شنقا. أما أغربها، فهي إقدام ثلاث تلميذات في سن المراهقة، بالمحمدية، على محاولة انتحار جماعي، بعد تناولهن مبيدا للفئران. وفي محاولة انتحار أخرى، رمت سائحة ألمانية بنفسها من الطابق الخامس لفندق في حي جيليز بمراكش. وفي باقي الحوادث، التي يمكن تصنيفها في خانة الأخبار العادية، من شدة تكرار وقوعها، دهس نجل مسؤول بتازة، لا يتعدى عمره 20 ربيعا، مجموعة من المواطنين بسيارته، ونجم عن ذلك وفاة امرأتين وجرح خمسة آخرين، بعضهم يوجد في حالة حرجة بالمستشفى الإقليمي ابن باجة بتازة. وأفادت مصادر الخبر أن الشاب المذكور كان يقود سيارته بسرعة، وهو يتكلم في هاتفه المحمول، ما جعله يفقد السيطرة على مقود العربة، لتتجه نحو مجموعة من الراجلين، كانوا يمارسون الرياضة على الرصيف وتصدمهم بقوة. التهور نفسه أدى إلى مقتل شخص في فاس، بعد شجار بين مكتر ومسير أكرية أملاك الطائفة اليهودية بالمنطقة، إذ أفاد مراسل "المغربية" أن بنيامين صريرو٬ وهو مغربي يهودي قدِم لاستخلاص أجرة الكراء٬ من المدعو سعد س، الذي يكتري الشقة رفقة والديه بزنقة الوليدية بفاس٬ فوقع شجار بين الطرفين، تلقى خلاله الضحية ضربة قاضية على الرأس بواسطة مطرقة حديدية. وفي وجدة، أنهى شاب عاطل حياة شقيقتيه (20 و32 سنة)، بعد أن وجه لهما طعنات بالسلاح الأبيض.. وفي الجديدة، شهد المستشفى الإقليمي بالمدينة عملية قتل غريبة الأطوار، اقترفها عامل بناء في قاعة العمليات، إذ كان الجاني أصاب أحد زملائه في العمل بجروح بواسطة سلاح أبيض نتيجة خلافات بينهما، وعندما نُقل الضحية إلى المستشفى، زاره الجاني رفقة ثلاثة أشخاص، من أجل حل الخلاف بالتراضي، غير أن الضحية رفض، فعمد الجاني مجددا إلى توجيه طعنات للضحية بواسطة السلاح الأبيض، ما تسبب في وفاته. ولم تسلم أخبار الحيوانات من فضول الصحافيين، إذ أفادت وكالة المغرب العربي للأنباء أن قطارا كان قادما من الدارالبيضاء باتجاه الجديدة، صدم ثلاث بقرات بين أزمور والجديدة، ونجم عن الحادث نفوق جميع البقرات، وتابع القطار رحلته كأن شيئا لم يقع. مثل هذه الأخبار، االواردة من الدارالبيضاء، والمحمدية، وسلا، والقنيطرة، ومراكش، وتازة، ووجدة، والجديدة، لا تظهر على شاشة التلفزيون المغربي بقنواته الثماني، ربما اعتقادا من المسؤولين بأن أخبار الجرائم تزعج السياح وتخيف المستثمرين، علما أن هذا التلفزيون نفسه يقدم يوميا أخبارا وصورا دموية، حول حوادث السير في طرقنا، بل هناك وصلة إشهارية بشعة، تبثها جميع قنواتنا الوطنية يظهر فيها مجموعة من السائقين ملثمين، يدهسون بسياراتهم ودراجاتهم النارية المواطنين في الشارع، خصوصا التلاميذ، مع تركيز الكاميرا على وجوه الأطفال وهم ينزفون..