بادر بعض أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة في الدارالبيضاء إلى تشكيل "حركة تصحيح" داخل الحزب، بشعار "تقويم الاعتلالات بالحزب، ورد الاعتبار إلى أعضاء أصابهم التهميش والإقصاء خلال الانتخابات التشريعية، والمؤتمر الوطني الاستثنائي"، الذي انتخب فيه مصطفى البكوري أمينا عاما للحزب خلفا لمحمد الشيخ بيد الله. ورغم أن المبادرين إلى تأسيس هذه الحركة من الدارالبيضاء، إلا أن مصدرا من الحزب يقول إن "أهداف الحركة وطنية، وتهم الحزب بجميع هياكله، ومن المتوقع أن تتوسع دائرتها لتشمل أعضاء من مدن أخرى". وحسب مصدر حزبي، لم يقتصر الأمر على هذه الحركة، بل ظهرت حركة أخرى تحتج على طريقة "اختيار أعضاء المجلس الوطني، في المؤتمر الوطني الأخير، إذ بادر الثلاثي سعد العباسي، وصلاح الدين الشنكيطي، إلى ضم اسميهما وخديجة النجار، الملتحقة أخيرا، أعضاء ممثلين لفرع أنفا بالمجلس الوطني، دون استشارة 32 مؤتمرا عن المنطقة، وإقصاء مناضلات ومناضلين من مؤسسي الحزب. أما مؤسسو "الحركة التصحيحية" فيركزون، حسب المصدر ذاته، على ما اعتبروه "تجاوزات تنظيمية"، خلال الانتخابات التشريعية، ب"إنزال أعضاء قياديين في دوائر انتخابية، لا حظوظ لهم في الفوز فيها، مثل دائرة الحي المحمدي عين السبع". وقال مصدر من "الحركة التصحيحية" إن "القيادة رفضت طلبات 8 أعضاء من المنطقة تقدموا بطلب الترشيح، بينما زكت عزيز بنعزوز، عضو بالمكتب الوطني، الذي فشل في الفوز في الانتخابات التشريعية، وبالتالي، حرم الحزب من مقعد في البرلمان، والأمر نفسه في دوائر أخرى. وما زاد الطين بلة، يضيف المصدر، "إقصاء أعضاء من الحزب من حضور أشغال المؤتمر الوطني الأخير"، وأرجع المصدر حرمانهم من حق الحضور إلى "الخوف من فضح اختلالات الحزب في الدارالبيضاء". وينتقد عدد من أعضاء الحزب عبد الوحيد خوجة، الأمين الجهوي بالدارالبيضاء، ويتهمونه ب"الانفراد بتدبير شؤون البام بالجهة، وإقصائه وتهميشه باقي الأعضاء". ومن بين أهم الأسماء المشكلة للحركة، عبد الوهاب الشيكر، عضو مجلس المدينة، ونائب رئيس مجلس عمالة الدارالبيضاء، ونائب رئيس غرفة الصناعة والتجارة، والرئيس السابق لجماعة الصخور السوداء، والمسؤول الأول عن "البام" في عمالة الحي المحمدي عين السبع، ومصطفى غزالي، عضو مجلس المدينة، ورئيس لجنة المالية، وعبد اللطيف زهار، عضو مستشار بمقاطعة الصخور السوداء، ومحمد رفقي، مستشار بمقاطعة الحي المحمدي، وعادل الحيوطي، والركراكي، رئيس لجنة أطر الحزب بالدارالبيضاء، وكان مرشحا لخلافة خوجة، أمينا جهويا، وحاتم، الذي كان مرشحا للانتخابات التشريعية بدائرة مولاي رشيد، قبل أن يعوض بالمرشحة مريم داعلي. وحذرت مصادر حزبية من حصول "انشقاق في الحزب إن لم تصحح الاختلالات"، قبيل الانتخابات الجماعية المقبلة. ولم يستبعد المصدر ذاته مغادرة أعضاء من "حركة التصحيح" سفينة "البام"، والالتحاق بحزب التقدم والاشتراكية، وقال إن نقاشا يدور في الكواليس بين أعضاء من "الحركة التصحيحية" وأعضاء من الحزب المذكور.