أثار ظهور أول تلميذة مراكشية بلباس أفغاني (برقع) يغطي الوجه، في ثانوية بالحي الحسني، في مقاطعة المنارة، جدلا واسعا في أوساط المسؤولين داخل إدارة المؤسسة التعليمية، التي وجدت صعوبة في إقناع التلميذة تربويا وقانونيا بعدم ملاءمة مثل هذا اللباس لتلميذة، ومؤسسة تربوية يفرض قانونها ارتداء الوزرة. وحاولت إدارة المؤسسة تذكير التلميذة بضرورة التقيد بالضوابط القانونية للمؤسسات التربوية، التي تفرض على كل تلميذ وتلميذة ارتداء الوزرة، كما هو موثق في التزام أولياء التلاميذ عند كل موسم دراسي جديد، دون أن تنجح في إقناعها وثنيها على ارتداء اللباس الأفغاني المثير للجدل. وحسب مصادر مطلعة، فإن التلميذة كانت، قبل العطلة البينية، التي امتدت أسبوعين، ترتدي لباسا عاديا مثل باقي التلميذات، مع وضع الوزرة، كما يقتضي القانون الداخلي للمؤسسات التعليمية. وأضافت المصادر نفسها أنه، مباشرة بعد العطلة المذكورة، ظهرت التلميذة بلباس أفغاني، يغطي جميع جسدها من رأسها إلى أخمص قدميها، وببرقع يغطي الرأس والوجه. وأوضحت مصادر "المغربية" أن إدارة المؤسسة اضطرت إلى الدخول في حوار مع التلميذة، من أجل إقناعها بعدم تربوية هذا اللباس، وأنه إن فتح المجال لمثل هذا اللباس، فلا يمكن تأمين سلامة التلاميذ والأساتذة، إذ لا يمكن معرفة صاحب اللباس، إن كان ذكرا أو أنثى، أو ينتمي إلى المؤسسة أصلا. وكانت التلميذة دخلت في جدال مع إدارة المؤسسة، وهي تدافع عما اعتبرته حقها في ارتداء اللباس الذي يلائم قناعاتها، قبل أن تلجأ إلى أساتذة التربية الإسلامية، تستعطفهم للدفاع عنها، وتتهمهم بعدم محاربة "تبرج التلميذات"، وصمتهم تجاه "تلميذة تطبق تعاليم الإسلام".