أكد الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، محمد لوليشكي، أن المغرب "لن يتوانى" في تشجيع كافة الجهود الرامية إلى تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط على أساس الشرعية الدولية. وقال لوليشكي، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن "المغرب، بصفته عضوا غير دائم في هذا المجلس، يدعم الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى إعادة إحياء عملية السلام". وعبر لوليشكي، الذي كان يتحدث، خلال اجتماع الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة خصص للوضع في الشرق الأوسط وللقضية الفلسطينية، عن الأسف "لغياب الإرادة السياسية" لدى إسرائيل لتمكين الفلسطينيين من التمتع بحقوقهم والحصول على دولة مستقلة. في هذا الصدد، أشار المسؤول الدبلوماسي إلى "سياسة المماطلة، التي تمارسها إسرائيل، من خلال استمرار الممارسات الاستيطانية غير الشرعية، ومصادرة الأراضي الفلسطينية وعزل المدن والقرى الفلسطينية وراء جدران فاصلة". واعتبر هذه الممارسات "تكتيكات إسرائيلية تهدف إلى إفراغ حل الدولتين من مضمونه". وأبرز أن "مسلسل السلام في الشرق الأوسط تواجهه تحديات كبيرة بسبب العقبات التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وغياب إرادة سياسية من شأنها تمكين الشعب الفلسطيني من التمتع بحقوقه في دولة مستقلة قابلة للحياة عاصمتها القدس الشريف". وأشار المسؤول الدبلوماسي إلى تفاقم هذه الوضعية بشكل أكبر "بسبب الهجمات المتعددة والممنهجة التي يرتكبها بعض المستوطنين ضد الفلسطينيين"، معربا عن أسفه لكون غالبية هذه الهجمات تبقى دون عقاب. كما شجب لوليشكي "أعمال الاحتلال والحفريات تحت المسجد الأقصى في القدسالشرقية"، مؤكدا أن" احترام وضع المدينة له أهمية مركزية في التسوية النهائية للأزمة في الشرق الأوسط". في هذا الصدد، أعرب عن أمله في أن "يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته" للتوصل إلى حل في ما يتعلق بالوضع المعقد لهذه المدينة، "التي لها رمزية كبيرة، وتكتسي أهمية قصوى بالنسبة للديانات السماوية". وأبرز لوليشكي أن مجلس الأمن "مدعو أكثر من أي وقت مضى للتدخل بجد وفعالية لضمان احترام مسؤولياته الشرعية والسياسية والأخلاقية اتجاه الشعب الفلسطيني، من خلال ضمان حقهم المشروع في إقامة دولة مستقلة". كما اعتبر لوليشكي، الذي دعا إلى استقلال فلسطين، أنه يتعين على إسرائيل أن تبرهن على إرادتها لتحقيق السلام في هذه المنطقة "التي عانت أكثر من أي منطقة أخرى في العالم". وخلص قائلا "ننتظر أن تبرهن إسرائيل بوضوح على إرادتها السياسية لتحقيق سلام حقيقي يأخذ بعين الاعتبار حقوق وتطلعات الطرف الآخر، وأن تترجم على أرض الواقع إرادتها لمباشرة مفاوضات جدية لتحقيق السلام والأمن والتعاون، كما نأمل أن نرى في هذه المنطقة".