قرر فريق من الأطباء الاختصاصيين في أمراض الغدد وداء السكري، تنشيط حملة للتحسيس والتوعية، للكشف عن داء السكري وسط سكان مدينة فاس، الأحد المقبل بهدف المساهمة في الرفع من وعي سكان العاصمة الثقافية والمناطق المجاورة لها بمخاطر السكري، وتقديم عناصر الإجابة لهم عن الأسئلة المتعلقة بالوقاية وبسبل العلاج من المرض. ويأتي تنظيم الحملة، تزامنا مع الاحتفالات باليوم العالمي للسكري، بعد مراكش سنة 2009، والدارالبيضاء سنة 2010، بمبادرة من "نوفو نورديسك"- فارما المغرب، المختبر المتخصص في الإنتاجات الصحية لعلاج السكري، بتعاون مع جمعية أطباء أمراض الغدد والسكري والتغذية للجهة الشرقية، التابعة للجمعية المغربية لأمراض الغدد والتغذية وداء السكري– سميديان. وينوي خبراء أمراض الغدد في مدن فاس ومكناس ووجدة والناضور، بمعية شريكهم المذكور، الدفع في اتجاه تغيير مهم في سلوكيات المرضى والأشخاص الأصحاء أيضا، حسب معلومات توصلت بها "المغربية"، من الجهات المنظمة. ويتضمن برنامج الحملة، تنظيم جولة مشيا على الأقدام، موجهة إلى المصابين وإلى الأشخاص السليمين، تعتبر عملا رمزيا، يذكر بالأهمية القصوى لممارسة النشاط الرياضي في علاج السكري والوقاية منه، على أساس أن النشاط البدني جزء أساسي من العلاج، وهو على قدر الأهمية نفسها التي تشكله التغذية أو الأدوية. عند ممارسة الرياضة، تستعمل العضلات السكر لاستخلاص الطاقة الضرورية لتشغيلها، وبالتالي فإن النشاط البدني يقلل من نسبة السكر في الدم. وترمي الجولة لفث انتباه المشاركين إلى أنه مع مزاولة النشاط البدني بشكل منتظم، تصبح عضلة مقاومة الأنسولين أضعف، ما يسمح بتسهيل عملية تحقيق توازن السكري، وهو ما يضمن "وتيرة جيدة ويحسن بشكل ملموس مستوى السكر في الدم، بما في ذلك، خلال الأيام التي لا يبذل فيها جهد بدني كبير. أما الجزء الثاني من البرنامج، هو إقامة "قرية للتربية والتوعية والفحص" بساحة بوجلود في قلب المدينة القديمة لفاس، يعتبرها المنظمون أنها طريقة فعالة للمضي نحو لقاء السكان وتشجيعهم على الكشف. وتهدف التظاهرة الرمزية لليوم العالمي للسكري1، فرصة لتعزيز صدى المكافحة ضد الداء وسط السكان لمساعدة المرضى على تعامل أفضل مع مرضهم، وتشجيع الأشخاص الأصحاء على الكشف والتقليل من مخاطر الانكماش. ويرمي المنظمون، حسب معلومات توصلت بها "المغربية"، حول أنشطة "التربية والوقاية" من السكري، هو تعزيز التواصل مع السكان من خلال التعريف، على أكبر نطاق ممكن، بمخاطر السكري وعلاماته الأولية، وتقديم النصح لهم بخصوص مختلف وسائل مواجهة هذا المرض، وتوجيههم إلى من يجب التوجه إليه، وتحديد كيفية تدبير السكري والسيطرة عليه. يشار إلى أن تنظيم الحملة، يأتي في سياق مشاركة جمعيات المرضى والأطباء الاختصاصيين في المجال، لمواصلة الميل الذي رسمه المخطط الرباعي 2009 – 2013 في المغرب والخاص بمكافحة السكري، الذي أطلقته الفيدرالية الدولية للسكري، انطلاقا من فكرة أنه "بالتآزر وتضافر الجهود، يمكننا التوصل إلى تحقيق تراجع مرض ما، إن لم نقل القضاء عليه". السكري يعتبر السكري مرضا مزمنا وخبيثا، يصيب كل الطبقات الاجتماعية، وكل الأعمار دون استثناء، وهو يضرب، في الوقت الراهن، أكثر من 220 مليون نسمة في العالم، وهذا الرقم قد يتضاعف بحلول العام 2030، وفق المعطيات التي تقدمها المنظمة العالمية للصحة، كما تترقب ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن مرض السكري في السنوات القليلة المقبلة. وفي المغرب، يقدر معدل انتشار الداء بحوالي 8.3 في المائة مع تراجع محمود يتطلب مع ذلك مزيدا من اليقظة . من هذه الآفة، التي تؤدي، مع مرور الوقت، إلى إلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية والكليتين والأعصاب، إلا أنه يمكن الوقاية منها ومكافحتها بإجراءات ووسائل بسيطة، تتمثل أساسا في تغيير نمط الحياة، ولذلك.فإنه من المهم توعية المرضى وجعلهم على بينة من إمكانية التعامل مع مرضهم بطريقة أكثر عملية. وكشفت الندوة الصحفية، التي نظمت في الدارالبيضاء، للإعلان عن تنظيم الحملة التحسيسية في فاس، أن السكري يعد إشكالية وطنية، تفرض لامركزة التدخلات الطبية والتحسيسية، ما يتطلب دعم الأعمال التي تجريها الجمعيات المحلية، التي تساهم، منذ بضع سنوات، في مساندة ورعاية وتوعية مرضى السكري وفي التحسيس والوقاية من الداء في أوساط السكان . وعبر المتدخلون، خلال اللقاء المذكور، عن أن "إشكاليات الرعاية الصحية تهم الجميع، وتهم كل المناطق، اعتبارا لكون الحاجيات متماثلة، وبالتالي شددوا على ضرورة تعميم العمليات المنظمة ضد السكري، وتمديدها لتشمل كل أرجاء المملكة، وهذا التحدي لا يمكن إنجاحه إلا بإشراك الجمعيات المحلية ومهنيي الصحة".