بحث جامعيون مغاربيون, يشاركون في لقاء دولي حول قضايا الثقافة والاداب في دول الجنوب , أمس الثلاثاء بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة إشكالية تجاهل تعليم اللغات الأجنبية وتبعاتها على التعليم الجامعي. وأبرز المشاركون المغاربة والأجانب أن دول المغرب العربي التي تميزت بتعدد ثقافي ولغوي شهدت تجاهلا مقصودا للغة الفرنسية لصالح "اللغة الوطنية الموحدة" التي تم دعمها بقوة بعد الاستقلال ولاسيما في الجزائر. وأشارت السيدة مريم بجداوي مديرة المدرسة الوطنية العليا للعلوم التطبيقية بالجزائر في هذا الصدد إلى أن المجتمع الجزائري بشكل عام والجامعيين بشكل خاص انتبهوا الى خطورة ارتكاب خطأ رفض لغات أخرى (الأمازيغية والفرنسية) وتداعياتها السلبية على مسارات التعليم الجامعي. ومن جهتها, شددت السيدة سامية قصاب الشرفي الأستاذة بجامعة تونس على ضرورة رفض كل اقصاء لغوي أو اقصاء قائم على الهوية , مؤكدة على أهمية العمل من أجل "انتزاع فكرة أن اللغة الفرنسية لغة أجنبية من أذهان الطلبة, ذلك أنها لغة يمكن استعمالها في التعامل مع تراثنا ورموزنا الثقافية". ومن جهته, اعتبر عميد كلية الاداب والعلوم الانسانية بجامعة ابن طفيل السيد عبد الحنين بلحاج أن تدريس اللغة الفرنسية يشهد دينامية جديدة في علاقتها الديداكتيكية بالثقافة, مشيرا إلى أن تثمين البعد الثقافي يساهم في إثراء التعليم الذي يساهم من جانبه في تثمين والحفاظ على الموروث الثقافي. واعتبر أن من شأن اعتماد استراتيجية ديداكتيكية تقوم على المثاقفة أن ينمي الروح النقدية وتوفير رؤية جديدة باعتبارها الطريق الأمثل لتقوية وتعزيز الثقافة انطلاقا من تطوير علاقاتها بثقافات مشابهة. وأبرز رئيس '' تنسيقية الباحثين في الآداب المغاربية والمقارنة'' السيد عبد الله مدغري العلوي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن اللقاء يشكل مناسبة لتناول إشكالية جوهرية تتعلق بتدريس الأدب أو الأداب ولاسيما الفرنكفوني منه باعتبارها دعامة أساسية لتعليم اللغات وخاصة اللغة الفرنسية. وشدد السيد العلوي على أن هذا الملتقى يعد مناسبة لطرح قضايا التفاضل بين تدريس الادب الفرنسي والفرنكفوني أو تدريس الادب الفرنسي المغاربي أو جنوب الصحراء أو الأمازيغي أو باقي صنوف الاداب الاخرى. من جهته, أشار مدير اللغة والتواصل العلمي باللغة الفرنسية بالوكالة الجامعية للفرنكفونية السيد برنار شيمول إلى ضرورة وضع كيفية استخدام الأداب في تدريس اللغات على أرضية النقاش والبحث على اعتبار أن تدريس اللغة يكتسي أهمية بالغة في المنظومة التعليمية. وستتواصل اليوم الأربعاء فعاليات هذا اللقاء الدولي الذي افتتحت أشغاله أول أمس الاثنين بجامعة محمد الخامس بالرباط تحت شعار ( ثقافات وآداب دول الجنوب : الإنتاجات الأدبية والفنية والتربوية المكتوبة بالفرنسية). ويندرج هذا اللقاء , الذي تنظمه تنسيقية الباحثين حول الآداب المغاربية والمقارنة بدعم من الوكالة الجامعية للفرنكفونية, في إطار الإحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء الوكالة. ويناقش نحو أربعين باحثا من المغرب ومن مختلف دول العالم المشاركون في هذا اللقاء , على مدى ثلاثة أيام ,قضايا نشر الثقافات والآداب المرتبطة عادة بالفرنكفونية.