أشرفت فيزا في الآونة الأخيرة على بحث شمل عينة من المستهلكين، أنجز من قبل سينوفات نورث أفريكا، شركة دولية متخصصة في دراسة الأسواق، بغية تحديد تمثلات الولوج وسهولة استعمال بطاقات الأداء بالمغرب. محمد التهامي الوزاني وخلال ندوة صحفية عقدت بالدارالبيضاء، الأربعاء الماضي، أكد المتدخلون أن هذا البحث كشف على أن عدم استعمال بطاقات الأداء يرجع إلى عوامل عدة من بينها عدم توفر التربية المالية، وغياب نقط البيع، أو أماكن تقبل فيها النقد الرقمي، والخوف المتعلق باستعمال بطاقات الأداء، مشيرا إلى أن معظم المغاربة، الذين شملهم الاستطلاع (79 في المائة)، أكدوا أن عدم توفر أجهزة بطاقات الأداء في أغلب المراكز التجارية يجعلهم يفضلون اعتماد الأداء نقدا بدل اعتماد بطاقات الأداء. وحسب نتائج البحث المنجز بالمغرب، فإن سحب الأموال نقدا من الشبابيك الأوتوماتيكية، يظل أحد الاستعمالات الأكثر شيوعا لبطاقات الأداء، على غرار الخلاصات التي تبين بأن أغلبية الأشخاص المستجوبين، يدركون بأن بطاقاتهم يمكن أن تعتمد في التسديد المباشرة لمشترياتهم. وهذه الملاحظات تظهر أن تمثلات الأشخاص المستجوبين، الذين يرون أن عددا من التجار لا يقبلون بطاقات الأداء (55 في المائة)، أو أن أجهزتهم لا تشتغل بشكل صحيح (38 في المائة)، ولكن ورغم الحواجز المرتبطة بثقافة قبول بطاقات الأداء بالمغرب، فإن الأشخاص المستجوبين يواصلون استعمال بطاقاتهم بانتظام ، وأن (89 في المائة) يستعملونها 4 و6 مرات أسبوعيا، سواء بالنسبة للمشتريات المباشرة (26 في المائة)، أو لسحب الأموال نقدا (74 في المائة). وحسب البحث ذاته، ذكر أغلب الأشخاص المستجوبين (68 في المائة) بسهولة الاستعمال كميزة أساسية لبطاقات الأداء بالمقارنة مع النقود، مشيرين إلى الحالات التي شعروا فيها بأن بطاقات الأداء كانت مفيدة، منها الحالات المستعجلة بصفة عامة (81 في المائة)، وحالات الطوارئ، خلال الأسفار (13 في المائة). وقال محمد التهامي الوزاني، المدير الإقليمي لفيزا الدولية بالمغرب وإفريقيا الغربية والوسطى "في فيزا، "تعتبر التعاليق التي نتلقاها من حاملي البطاقات ضرورية بالنسبة إلى مقاولتنا، فهي تسهم في توجيه الحلول المبتكرة الرامية إلى تطوير العلاقات المفيدة للطرفين"، وأضاف "نتائج البحث تبين بوضوح بأن القبول يمثل المبسط الأساسي لتطور النقد الرقمي بالمغرب، وباعتبارها رائدا في السوق، فإن شركة فيزا ستستمر في التعاون مع المتدخلين في القطاع، من أجل التشجيع على قبول واستعمال بطاقات الأداء، وإعطاء أصحابها إمكانية استعمالها متى وأينما يرغبون في ذلك". وتستهدف مرامي فيزا الخاصة الرفع من نسبة القبول، البنيات التحتية لقبول البطاقات إلى جانب تطوير معمق لنقط البيع، واستهدفت فيزا ثلاثة مجالات في إطار جهودها، وهي العمل مع المقاولات لمضاعفة عدد نقط البيع بالمغرب، وتدعيم البنيات التحتية لنقط البيع وجاهزيتها، مع ضمان سيرها الجيد والقيام بشراكات استراتيجية مع مانحي البطاقات والتجار، في إطار صالح العام لكل الأطراف المتدخلة. وقامت فيزا بهذا البحث بهدف رصد العادات المرتبطة باستعمال بطاقات الأداء بالمغرب، والتحقق من التمثلات الحقيقية والخاطئة المتعلقة باستعمال بطاقات الأداء وتحديد أفضل الوسائل لإبلاغ الزبناء بالمنتوجات والحملات الجديدة. وفي المجموع جرى استجواب ألف مغربي، تتراوح أعمارهم بين 25 و45 سنة، وكانت تمثيلية النساء والرجال في هذا البحث متساوية. يشار إلى أن مكتب الدراسات الدولي موديز، أوضح أن استعمال بطاقات الائتمان، وفرت 1.1 مليار دولار إضافية للاقتصاد العالمي، ما بين 2003 و2008، وهو ما يمثل ارتفاعا في الناتج الداخلي الخام السنوي الإجمالي بنسبة 0.5 في المائة. وتدعم الدراسة الاقتصادية المنجزة من قبل هذا المكتب الدولي المنحى الذي يكشف أن اللجوء إلى النقد الرقمي يوسع أسواق الاستهلاك، وفي الوقت ذاته يسهل عمليات الشراء بالنسبة للمستهلكين، فالنقد الرقمي يوسع من حجم الولوج إلى الأنظمة البنكية، وخلق المزيد من الازدهار الماكرو اقتصادي.