خصصت مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث الدورة الخامسة لمهرجان المرأة المغربية المقاومة، يوم 8 أكتوبر الماضي بالدارالبيضاء، لاستحضار سيرة ونضال الفقيدة، صاحبة السمو الملكي الأميرة للاعائشة، التي وافاها الأجل المحتوم، أخيرا. عبد الكريم الزرقطوني في افتتاح اللقاء حول المرأة المقاومة (خاص) ونظمت الدورة تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم، بتنسيق مع العديد من المؤسسات الرسمية والهيئات المدنية. وعكس هذا اللقاء الإشعاعي أهمية مناسبة ذات بعدين مزدوجين ومتكاملين، ارتكز أولهما على تجميع الكثير من الوجوه البارزة في عوالم الفن والثقافة والفكر والسياسة والعمل الاجتماعي، قصد الترحم على الروح الطاهرة للأميرة للاعائشة، واهتم ثانيهما بالكشف عن مختلف المحطات المتميزة، التي طبعت حياة الأميرة الراحلة، سواء في ميدان النضال الوطني ضد الاستعمار، أو في ميدان دعم مسار تحرير المرأة المغربية وتعزيز مكانتها الريادية داخل المجتمع، من خلال ترسيخ نهج رفع قيود الظلام والجهل عن عقل المرأة، وعن قدراتها وطاقاتها الخلاقة، في المنزل والمدرسة والمعمل والإدارة. وافتتح اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها سلسلة من الأمداح النبوية، ساهم بها شباب كل من جمعية دار الطالب، وجمعية الرحمان لتحفيظ القرآن، وبعد ذلك، رحب عبد الكريم الزرقطوني، رئيس مؤسسة محمد الرزقطوني للثقافة والأبحاث، بالضيوف وبالمشاركين، مستحضرا الأبعاد الروحانية العميقة لطبيعة هذا الملتقى، المنظم بمناسبة اليوم الوطني للمرأة (10 أكتوبر)، إذ رفرفت الروح الطاهرة للأميرة للاعائشة، راصدة معالم عطاء تحرري أصيل، ساهم في إعادة الاعتبار لمكانة المرأة داخل المجتمع. وسعت كلمة نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، إلى استحضار دلالات الاحتفاء بسيرة الأميرة للاعائشة، وربطها بمشاريع المغرب الراهن، من أجل تطوير مقاربة النوع، الهادفة إلى الارتقاء بأوضاع المرأة والأسرة المغربيتين. وقدم عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة، عرضا تاريخيا، أبرز من خلاله إسهام المرأة المغربية في النهوض بأوضاع الدولة والمجتمع المغربيين، من خلال تجارب رائدة، توزعت عبر فترات تاريخية ممتدة في الزمن، مثلما هو الحال مع تجربة كنزة الأوروبية، والسيدة الحرة، والأميرة للاعائشة، التي قدم حولها المتدخل تفاصيل توثيقية مهمة، ساهمت في التعريف بالعديد من إنجازاتها ومبادراتها المتميزة في دعم مسار تحرير المرأة المغربية المعاصرة. في الاتجاه نفسه، ذهبت كل من عبد القادر السكاك، نيابة عن المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وخديجة بن الشويخ، مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاء الكبرى، ونجاة المريني، الأستاذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وخديجة مكوار، المناضلة، التي اختارت استحضار سيرة الأميرة للاعائشة، من خلال نص شعري تأبيني، كتبته خصيصا بهذه المناسبة. وفي ختام الحفل، رفعت برقية ولاء وإخلاص إلى جلالة الملك محمد السادس، تلاها محمد الزرقطوني، نجل الشهيد محمد الزرقطوني، رئيس مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث. يذكر أن الأميرة للاعائشة، عمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، انتقلت إلى عفو الله يوم 4 شتنبر 2011، وعملت الأميرة الراحلة، التي ازدادت يوم 17 يونيو 1930، سفيرة للمغرب في المملكة المتحدة (1965-1969)، واليونان (1969-1970)، وإيطاليا (1970-1973).