كتبت الصحيفة البنامية (لا إيستريلا)، يوم الخميس المنصرم، أن "أيا من البوليساريو والجزائر، داعمتها الرئيسة لم يلتحق بقطار الإصلاحات والتحولات السياسية التي يشهدها العالم العربي". وفي مقال تحت عنوان "البوليساريو دون ربيع" وقعه الصحافي ديميتريو أولاسيريغي، قالت الصحيفة "إن بنية البوليساريو ظلت جامدة، منذ أربعة عقود، وترفض حتى الاعتراف بالتحولات التي تشهدها المنطقة ككل". وأضافت أن "البوليساريو، التي ربطت بشكل مطلق مصيرها بالنظام الجزائري، أظهرت، لحد الآن، أنها تفتقد أي استقلالية للدفع بإصلاحاتها الداخلية، وتبدو عاجزة عن التكيف مع التحولات العميقة، التي تعرفها البلدان المجاورة". وانتقدت الصحيفة تعنت "البوليساريو" وراعيتها الجزائر، اللتين تتماديان في عدم البحث عن حل لمشكل الصحراء، معتبرة أن المقترح المغربي للحكم الذاتي يبقى في عيون المجموعة الدولية "عنصرا مجددا ومقاربة جادة وذات مصداقية من شأنها إخراج هذه القضية المحورية بالنسبة للسلم والأمن الإقليمي من المأزق الذي تسعى الجزائر إلى استدامته". وأشارت (لا إيستريلا) إلى أن "الزواج بين الجزائر و(البوليساريو) خدم مصالحهما المتبادلة وهو يصبح عقبة في منطقة تعرف، منذ بداية السنة الحالية دينامية من التحولات". وأقامت، في هذا الصدد، مقارنة بين جمود الجزائر حيث "الوضع يصبح غير قابل للسيطرة أكثر فأكثر"، و"مسيرة المغرب في اتجاه الإصلاح الدستوري والسياسي، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس سنة 1999، والتي ستتوج بتنظيم الانتخابات التشريعية يوم 25 نونبر المقبل". وبالنسبة للصحيفة البنامية، فإن الدينامية التي تعرفها المنطقة يفترض أن تكون عنصرا مقنعا لدفع "البوليساريو" إلى الانخراط في إصلاح "جميع هياكلها القيادية"، وإلا فإن "البوليساريو ستواصل إرسال إشارات خضوعها لمصالح الجزائر، التي توظف مشكل الصحراء بنوايا واضحة للهيمنة الإقليمية".