بات تنظيم القاعدة أضعف بشكل ملحوظ في العقد، الذي تلا اعتداءات 11 سبتمبر 2001، بينما أبدت الولاياتالمتحدة قدرة على التكيف واستعادة قوتها، حسبما أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، الثلاثاء المنصرم. مواطن أمريكي يمر تحت الشلال الذي شيد مكان برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك (أ ف ب) وقال بانيتا في نيويورك، إثر زيارة إلى النصب التذكاري الجديد لاعتداءات 11 سبتمبر في موقع "غرواند زيرو"، إن الشعب الأمريكي يمكن أن يفتخر بأن القاعدة تعرضت لسلسلة من الضربات في السنوات الأخيرة. وصرح بانيتا أمام صحافيين "يمكننا أن نفخر بأننا حققنا، منذ تاريخ الهجمات، نجاحا ملحوظا في ملاحقة القاعدة ومطاردة زعمائها". وأضاف أن ثلاثة من القادة الأربع الأرفع مستوى في التنظيم ومن بينهم أسامة بن لادن، الذي قتل في غارة أميركية في باكستان في ماي الماضي قتلوا، ما ألحق أضرارا كبيرة بالتنظيم. إلا أنه حذر من ضرورة أن تظل الولاياتالمتحدة متيقظة وأن تبقي ضغوطا على شبكة الإرهاب العالمية، التي تقف وراء اعتداءات 11 سبتمبر 2001، التي أوقعت 3 آلاف قتيل تقريبا. وقال "مايزالون يخططون لشن هجمات، ولا أعتقد أن بإمكاننا الاستهانة بالأمور". وقبل أن يتولى بانيتا حقيبة الدفاع في يوليوز الماضي، كان يتولى إدارة وكالة الاستخبارات المركزية وأشرف على حملة غارات مكثفة من طائرات دون طيار ضد ناشطين في باكستان، وأيضا على هجوم لوحدة كوماندوس تابعة للبحرية الأمريكية أدى إلى مقتل بن لادن. وقام بانيتا في مستهل أسبوع حافل بالفعاليات لتكريم ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر، بزيارة النصب التذكاري الجديد والمتحف، الذي مايزال قيد التشييد، يرافقه جنود تطوعوا، إثر الاعتداءات. إلا أن المطر أرغمه على إلغاء زيارة مقررة إلى شانكسفيل في ولاية بنسلفانيا، حيث تحطمت إحدى الطائرات الأربع، التي خطفت قبل عقد، بعد أن تمكن الركاب من السيطرة على الخاطفين. ورافق رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبورغ بانيتا تحت المطر إلى النصب الجديد ومرا أمام صفوف من شجر السنديان الأبيض، حتى وصلا إلى نافورتين عملاقتين شيدتا مكان برجي مركز التجارة السابقين. والنافورتان المصنوعتان من حجر الغرانيت هما على شكل شلالين يتدفق منهما الماء من على علو 9 أمتار إلى ساحة مربعة أسفلهما، للتذكير بالخسائر الفادحة، إثر اعتداءات 11 سبتمبر. وحفرت أسماء الضحايا على حاجز داكن على طرف النافورتين، اللتين شيدت ناطحات سحاب جديدة بالقرب منهما. وعلى بعد بضعة خطوات من النافورتين وقف بانيتا أمام شجرة إجاص باتت رمزا للصمود. فقد عثر على الشجرة وقد أصيبت بأضرار إثر الاعتداءات، إلا أنها استعادت عافيتها بعد معالجتها في مشتل في البرونكس، قبل أن يعاد غرسها في "غرواند زيرو". وقال بانيتا في وقت لاحق أنه تأثر بالمنصب وأنه "مكان خاص". وفي الوقت الذي يتذكر الشعب الأمريكي ضحايا تلك الاعتداءات، أعلن بانيتا أنها مناسبة للتفكير، أيضا، في العزم الذي أبدته الدولة في السنوات، التي تلت تلك الاعتداءات. وقال "نعود ونرى التغييرات، التي حصلت هنا ونعلم أنها دليل على أن هذا البلد قادر على النهوض فعلا". واصطحب بانيتا معه عضوا من كل فئات القوات المسلحة أي البحرية والجيش والمارينز والقوات الجوية وخفر السواحل، الذين تطوعوا للخدمة إثر اعتداءات 11 سبتمبر 2001، حسب مسؤولين. وكان أربعة من الجنود الخمسة، الذين رافقوا بانيتا نشروا في العراق أو أفغانستان، منذ 11 سبتمبر 2001، من بينهم السرجنت، روبرت غوتيريس (31 عاما)، في سلاح الجو، الذي أشرف على غارات جوية للقوات الخاصة في أفغانستان. وكان غوتيريس المراقب الجوي أصيب بجروح في إحدى طلعاته، وقلد النجمة البرونية للشجاعة مكافأة له. وقال مسؤولون إن بانيتا هو أول مسؤول في الحكومة يزور نصب 11 سبتمبر في نيويورك، الذي من المفترض أن يزاح الستار عنه رسميا الأحد في الذكرى العاشرة للاعتداءات.