بعد العرض ما قبل الأول بسينما ميغاراما بالدارالبيضاء لفيلم "نهار تزاد طفا الضو" للمخرج المغربي محمد الكغاط، خلال شهر رمضان الماضي، جرى يوم الثلاثاء 6 شتنبر الجاري، تقديم عرض ثان للفيلم بقاعة الفن السابع بالرباط لقطة من الفيلم (خاص) قبل خروجه إلى القاعات السينمائية، وانطلاق عرضه الوطني، ابتداء من 7 شتنبر الجاري، بحضور مجموعة من الوجوه السينمائية والمهتمين بالفن السابع بالمغرب. "نهار تزاد طفا الضو" فيلم كوميدي عجيب، وأول عمل سينمائي، يجمع بين المخرج محمد الكغاط والممثل رشيد الوالي، الذي اختار ركوب المغامرة وإنتاج فيلم سينمائي مع المخرج محمد الكغاط، وهو فيلم غريب نوعا ما عن السينما المغربية، لأنه يقدم منتوجا يعتمد بالأساس على الكوميديا المتبلة بالمؤثرات الخاصة، وبالتقنيات الحديثة، التي تطلبت، كما قال المخرج في الندوة الصحفية التي سبقت عرض الفيلم بالرباط، ما يفوق سنتين من المونطاج والإعداد اللازم لهذا الفيلم، الذي صور في ثمانية أسابيع فقط، أربعة منها، خصصت لبطله "سعيد"، الذي لعب دوره الممثل رشيد الوالي، ونظيره أو آخر مثله "Alter ego"، الذي يمثل الجانب الشرير في شخصية الإنسان، والأسابيع الأربعة الأخرى للبطل مع "سناء"، التي أدت دورها الممثلة هدى الريحاني، وشخصيات الفيلم الأخرى. الممتع في الفيلم، الذي يراهن فيه منتجوه على صورة الممثل رشيد الوالي، وعلى أن يكون فيلما لكل العائلة، هو أنه يضحك من بدايته إلى نهايته، ويمتع المشاهد بتلك المؤثرات الخاصة، التي أبدع فيها المخرج محمد الكغاط، المعروف بهذا النوع من الأفلام من خلال التلفزيون من خلال سلسلة "البعد الآخر"، كما أنه يضع المشاهد أمام نزوعين لشخصية الفيلم الرئيسية، أو للإنسان بشكل عام، نزوع نحو الخير، ونزوع آخر نحو الشر، فأي منهما سينتصر في النهاية؟ أم أنهما سيتعايشان معا؟ هذا ما يقدمه فيلم "نهار تزاد طفا الضو"، الذي لم يكن اختيار عنوانه اعتباطيا، كما ذكر المخرج محمد الكغاط، بل مبنيا على دراسة أثبتت أن الأفلام الناجحة من خلال شباك التذاكر، التي تظل عالقة بالذهن، هي تلك العناوين المثيرة، المعتمدة على الحكم أو الأمثال أو القصص، من مثل "فيها الملح والسكر أو ما بغاتش تموت"، و"البحث عن زوج لامرأتي"، و"الحاج المختار الصولدي"، ولهذا، كما أشار، جرى تغيير عنوان الفيلم من "Alter ego" إلى "نهار تزاد طفا الضو"، الذي يعبر عن المصائب والأحداث الغريبة، التي تعرض لها بطل الفيلم، منذ يوم ولادته، واستمرت معه إلى حين تخرجه واشتغاله في إحدى الشركات الكبرى. خلال الندوة الصحفية، توقع محمد الكغاط ورشيد الوالي، النجاح لفيلمهما، لأنه يقدم، برأيهما، عملا كوميديا مختلفا، يعتمد على المؤثرات الخاصة، وعلى لعب الممثلين، خاصة الممثل رشيد الوالي، الذي ساهم في إنتاج هذا الفيلم، الذي لم يستفد من صندوق دعم الإنتاج السينمائي، ويبشر بإحداث مقاولة سينمائية شابة تغامر بما لديها من أجل إنتاج عمل سينمائي بتقنيات حديثة، وتتوخى النهوض بالفن السابع بالمغرب، وعدم الاعتماد على دعم المركز السينمائي المغربي. إنها مغامرة سينمائية، كما ذكر المنتجان، لا يتوخيان من ورائها سوى إمتاع الجمهور، وتقديم سينما بتقنيات حديثة، سينما تروق لكل العائلة ولا تخدش حياء أفرادها. وأضاف منتجا الفيلم أن ميزانيته فاقت 7 ملايين درهم، ساهم في جزء منها مجموعة من المستشهرين، الذين لم يتوانوا للحظة، لما علموا بوقوف الممثل رشيد الوالي "النجم المحبوب"، حسب استطلاعات الرأي، وراء هذا العمل، ورغبوا في تشجيع الشباب المغربي على الاستثمار في المجال السينمائي. وبعد أن أكدا أن الشراكة، التي تجمع بينهما في هذا العمل، مبنية أساسا على "الثقة وحب السينما"، أشارا إلى أن الرهان المطروح الآن على المشرفين على الفيلم، هو توزيعه بشكل جيد في المغرب، وتسويقه خارج البلد. وأشار الممثل والمنتج رشيد الوالي إلى عشقه للكوميديا، وتحدث عن الفرصة، التي أتيحت له في هذا الفيلم للخروج من الأدوار النمطية، التي قام بها سابقا، واختبار طاقاته وتجديد صورته السينمائية، كما كشف المخرج محمد الكغاط عن خطوات المونطاج، التي تطلبت منه ما يفوق سنتين، وكلفته ميزانية كبيرة، أكثر من التصوير. تدور قصة فيلم "نهار تزاد طفا الضو" حول شخصية "سعيد"، التي يلعب دورها رشيد الوالي، الذي يفقد والديه وهو طفل بسبب صعقة كهربائية تسبب فيها هو نفسه، ليكبر وحيدا في الملجأ، ويشتغل في ما بعد وينجح في حياته. لكنه بسبب صعقة كهربائية أيضا وفي توقيت زمني محدد، العاشرة وعشر دقائق، يلعب عليها الفيلم، يظهر لسعيد نظيره Alter ego، فتتصارع نزوعات الخير والشر في الإنسان، الذي يتمكن في نهاية الفيلم من التصالح مع ذاته والتعايش مع تلك النزوعات. شارك في تشخيص أدوار الفيلم هدى الريحاني، وعبد الكبير الركاكنة، وحسن فولان، وحنان الإبراهيمي، وأسماء الخمليشي، وطارق البخاري، ونادية العلمي، وأمير علي، وآخرون. تزامن انطلاق العرض الوطني لهذا الفيلم مع افتتاح قاعة سينما "الريكس" بمدينة فاس، التي ظلت مغلقة لسنوات، بعدما اقتنع صاحبها بجدوى السينما، لكن مع ذلك يظل مشكل القاعات السينمائية قائما مادام عددها يتراجع باستمرار، إذ يبلغ مجموع القاعات السينمائية، التي يتوفر عليها المغرب حاليا، حسب المركز السينمائي المغربي، 46 قاعة فقط. ولهذا نتساءل عن الإيرادات، التي يمكن توقعها لعمل سينمائي مثل هذا، في ظل استمرار مسلسل إغلاق القاعات السينمائية الوطنية، وغياب التجهيزات اللازمة للفرجة السينمائية عن مجموعة كبيرة من القاعات المتوفرة.