تلقى انفصاليو البوليساريو صفعة قوية، خلال لقاء نظم مساء الثلاثاء المنصرم، بمقر البرلمان البريطاني بلندن، حينما اعترف متدخل، كان يفترض أن يدافع عن طروحاتهم الزائفة، بالإنجازات الأكيدة التي حققها المغرب في مجال الإصلاح السياسي والديمقراطي. وعبثا حاول بول وايتواي، الذي يقود مجموعة "الدبلوماسيين المستقلين"، وهي هيئة لا تخفي دعمها للبوليساريو، تقديم الموجة الديمقراطية، التي تعرفها المنطقة منذ بداية العام الجاري كفرصة للانفصاليين لإسماع صوتهم. المغرب قوي بمكتسباته الديمقراطية ولأنه لا يمكن إخفاء الشمس بالغربال، فإن المتدخل لم يملك من خيار إلا الاعتراف بالتقدم المهم، الذي حققه المغرب في مجال الإصلاح السياسي والديمقراطي، حين أبرز، أمام وجوم الوجوه الانفصالية، أن المملكة "تعاطت بنجاح مع مطالب الإصلاح". ولاحظ وايتواي أن المغرب يتوفر على هامش حركة أكبر مقارنة مع باقي الدول، بالنظر إلى مستوى الحرية الذي يتمتع به. وأقر بأن الإصلاحات، التي باشرها المغرب وزكاها الاستفتاء، حظيت بترحيب واسع من قبل المجموعة الدولية، مذكرا بأن البلدان الغربية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، "تعتبر" المغرب نموذجا بالنسبة لبلدان المنطقة. هذه الحقائق، التي انجلت ساطعة داخل مقر البرلمان البريطاني، كشفت مرة أخرى الخلفيات الحقيقية للأصوات المدافعة عن طروحات عفا عنها الزمن، والمستمرة في نهج التضليل وتزوير الوقائع. وعلى هذا الصعيد، كان ممثل الانفصاليين بلندن، خلال هذا اللقاء، ناطقا باسم هذه الأصوات من خلال تسويق الخطاب المستهلك والمتجاوز لأسياده في تندوف. إن هذه الحقائق تبرز، أيضا، الالتزام الراسخ للمغرب على طريق الديمقراطية والتقدم، معتدا بخياراته الاستراتيجية، قويا بقيادته المتبصرة. الحكم الذاتي كشكل لتقرير المصير وتناول النقاش من جهة أخرى، بعض الجوانب التقنية للنزاع الإقليمي حول الصحراء، خاصة العقبات، التي جعلت خيار الاستفتاء أمرا متجاوزا. وفي هذا السياق، قدمت كاتريونا درو، المحاضرة في القانون الدولي ب"لندن، سكول أوف أوريونتال أند أفريكان ستاديز"، العديد من الحجج، التي تثبت أن الحكم الذاتي يعد أحد أشكال تقرير المصير. وذكرت الخبيرة أن مجلس الأمن الدولي وصف مخطط الحكم الذاتي، الذي اقترحه المغرب بعد جمود عرفته القضية لعدة سنوات ب"الجاد وذي المصداقية"، وبأنه يستجيب لنداء المجموعة الدولية بإيجاد بديل لخيار الاستفتاء، الذي ثبتت عدم قابليته للتطبيق. وانتهت درو، في معرض تحليلها، إلى الخلاصة نفسها، التي توصل إليها المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة، بيتر فان فالسوم، والتي مفادها أن "الاستقلال ليس خيارا واقعيا". انكشاف تورط البوليساريو في ليبيا شكلت مداخلة النائب البريطاني، مارك بيتشارد، أقوى لحظات هذا اللقاء دون منازع، إذ كشف دعم مرتزقة البوليساريو للقوات الموالية للقذافي بليبيا. ونقل النائب البريطاني عن منظمة حلف شمال الأطلسي تأكيدها أن المئات من مرتزقة البوليساريو قاتلوا في صفوف القوات الموالية للقذافي. وأمام المحاولات اليائسة لممثل الانفصاليين لتكذيب هذه الحقائق، أكد مارك بريتشارد "أن منظمة حلف شمال الأطلسي لا تقدم تصريحات مجانية ودون أي أساس". قبل أن يوجه أحد الباحثين ضربة قاسمة للبوليساريو حين تساءل في مداخلة له عما إذا كانت هذه الأخيرة، تتصرف تحت تأثير الجزائر، التي تستخدم قضية الصحراء لخدمة مصالحها الخاصة.(و م ع)