أعلن الثوار الليبيون، أمس الخميس، أنهم سيطروا على بلدة مهمة في جنوب غرب ليبيا، كما قال أحد ممثليهم في بنغازي (شرق)، لوكالة فرانس برس. ثوار يسيطرون على مواقع قتالية انسحب منها أنصار القذافي (أ ف ب) وصرح محمد وردوغو، أحد مسؤولي مجموعة من المقاتلين يتحدر معظمهم من الطبس القبائل المتمركزة جنوب غرب ليبيا والموجودة، أيضا، في شمال النيجر ومنطقة تيبستي في تشاد. وقال وردوغو "بعد معارك عنيفة استمرت أكثر من ساعة تمكنا من السيطرة على مرزوق وحاميتها العسكرية". وأضاف أن نحو 12 عسكريا موالين للقذافي قتلوا وأسر خمسة ضباط بينهم عميد وعقيد. وأوضح أن الثوار استولوا، أيضا، على آليات عسكرية رباعية الدفع وأسلحة ثقيلة وذخائر، مشيرا إلى سقوط قتيل من المهاجمين. ومرزوق هي ثاني مدن منطقة فزان، التي تعد سبها كبرى مدنها. وتشكل فزان عقدة اتصال حيوية باتجاه جنوب الصحراء وموقعا أساسيا لقوات القذافي. من جهته، أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، أن الثوار يضيقون الخناق على طرابلس، ولكنه أعرب عن خشيته من وقوع "مجزرة" فيها بسبب رفض الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي التخلي عن السلطة، في مقابلة نشرتها، أمس الخميس، صحيفة "الشرق الأوسط". وقال عبد الجليل في هذا السياق "نحن بفضل الله نضيق الخناق على مدينة طرابلس من خلال ثوارنا في منطقة الجبل الغربي وفي صرمان والزاوية، وأيضا من الجهة الشرقيةلطرابلس. مدينة مصراتة تزحف غربا ناحية زليتن، وبدأت الإنشقاقات في صفوف أتباع القذافي، وخرج الكثير من قادة الجيش وأتباعه وخرج عدد كبير من عائلته وبدأت تلوح في الأفق ساعة الحسم بإذن الله تعالى". إلا انه أعرب عن خشيته من وقوع "مجزرة" في العاصمة الليبية بسبب إصرار القذافي على البقاء في السلطة. وقال عبد الجليل "متوقع من سلوك القذافي، أنها ستكون مجزرة حقيقية". من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء التونسية أن 45 من جرحى الثوار الليبيين، الذين أصيبوا في المعارك الدائرة بين الثوار وكتائب القذافي، وصلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة إلى الأراضي التونسية، عبر منفذ الذهيبة الحدودي (800 كلم جنوب العاصمة). وأضافت أن هؤلاء الجرحى نقلوا إلى المستشفيات بعدد من المدن التونسية، من بينها مدينة تطاوين في أقصى الجنوب التونسي. وعن حركة العبور على الحدود بين البلدين، أفادت الوكالة، استنادا إلى مصدر أمنى تونسي بالمنطقة، أن حركة العبور في اتجاه الأراضي الليبية تكثفت خلال اليومين الأخيرين، بحيث تجاوز عدد المغادرين للأراضي التونسية في اتجاه ليبيا 1200، فيما فاق عدد الوافدين 1400 شخص. وشهدت حركة العبور على مستوى المنفذ الحدودي رأس جدير (300 كلم شمال الذهيبة) الذي تسيطر عليه كتائب القذافي، أول أمس الأربعاء، وتيرة بطيئة بعد أن كانت توقفت يوم الثلاثاء الماضي، جراء التطورات الأمنية على الجانب الليبي.