أكد مسؤول أمريكي كبير في وزارة الدفاع، لفرانس برس، أول أمس الاثنين، أن القوات الموالية للقذافي أطلقت، الأحد الماضي، صاروخا بالستيا من نوع سكود على مواقع للثوار من معقل الزعيم الليبي في سرت وتحطم في الصحراء دون أن يوقع إصابات. ثوار ليبيا يحولون رشاشات القاذفات الجوية إلى مدفعيات أرضية (أ ف ب) وقال هذا المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه "نعتقد أن (الصاروخ) كان يستهدف البريقة" المدينة الواقعة على بعد 240 كلم جنوب غرب بنغازي (شرق) التي سقط جزء منها في قبضة الثوار الاثنين. وأشار إلى أن الصاروخ أخطأ هدفه وأصاب موقعا بعيدا حوالي 80 كلم. وأضاف "تحطم في الصحراء ولم يسفر عن سقوط ضحايا"، ولكنه لم يعط إيضاحات إضافية. ولم يطلق إي صاروخ سكود آخر. وهو أول صاروخ من هذا النوع يطلق، منذ بدء التدخل الدولي في ليبيا في 19 مارس الماضي. وحسب صحيفة التلغراف البريطانية التي نشرت الخبر، فإن إطلاق صاروخ السكود رصدته مدمرة أمريكية كانت تجوب البحر الأبيض المتوسط. وتقع مدينة سرت، مسقط رأس معمر القذافي، وسط الطريق بين طرابلس وبنغازي. وحصلت القوات الليبية على 240 صاروخ سكود- بي عام 1976، من الاتحاد السوفياتي، حسب ما ذكرت المجلة المتخصصة "جاينس". ويصل مدى سكود- بي إلى 300 كلم ويحمل عبوة متفجرة بوزن 985 كلغ. وأكد الحلف الأطلسي مرات عدة، منذ بدء الضربات الجوية أنه دمر قاذفات صواريخ سكود. من جهة أخرى، أعلنت الولاياتالمتحدة، أول أمس الاثنين، أن ممثل المعارضة الليبية علي العوجلي أعتمد سفيرا جديدا لليبيا في واشنطن. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، للصحافيين إن "العوجلي اعتمد سفيرا وان السفارة (الليبية) قد فتحت أبوابها". وكان العوجلي استقال من منصبه في فبراير الماضي، احتجاجا على معمر القذافي "وديكتاتوريته". وانضم منذ ذلك الحين إلى المجلس الوطني الانتقالي وهو الهيئة السياسية للثوار الليبيين. وسمحت الولاياتالمتحدة في مطلع غشت الجاري، للمجلس الوطني الانتقالي بإعادة فتح السفارة الليبية في واشنطن. واعترفت في منتصف يوليوز بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كسلطة حكومية شرعية لليبيا. على صعيد آخر، أكد خبير نفطي، أمس الثلاثاء، لوكالة فرانس برس، أن ليبيا بحاجة إلى ثلاث سنوات، على الأقل، للعودة إلى مستوى الإنتاج النفطي، الذي كانت عليه قبل اندلاع النزاع، قبل ستة أشهر، والبالغ 6،1 ملايين برميل يوميا. وقال روس كاسيدي المحلل لدى "وود ماكنزي" للتحليلات والاستشارات وهي شركة متخصصة في مجال صناعات الطاقة والتعدين، إن الليبيين "لن يكون بمقدورهم العودة فورا إلى مستوى الإنتاج"، الذي كانوا عليه قبل الأزمة، مشيرا إلى أن الحديث عن "36 شهرا هو سيناريو متفائل". وأكد كاسيدي، الذي نشر، أول أمس الاثنين، مقالة بهذا الشأن أنه بعد انتهاء النزاع يمكن لليبيا أن تعاود إنتاج 600 ألف برميل يوميا "بشكل سريع نسبيا"، ولكن رفع هذا الرقم إلى مستوى الإنتاج السابق للازمة يتطلب خبرات واستثمارات أجنبية. وأوضح أن فترة الثلاث سنوات للعودة إلى مستوى الإنتاج السابق ستكون كافية "إذا كانت الإضرار اللاحقة بالمنشآت النفطية محدودة وإذا رفعت العقوبات الدولية سريعا وعادت الشركات وموظفوها سريعا". ولفت إلى أن الأمر يتعلق بشكل رئيسي بوضع المنشآت النفطية الرئيسية التي تتركز في وسط البلاد حول خليج سرت، حيث كانت ليبيا تنتج 60 في المائة من نفطها. وقبل اندلاع الانتفاضة منتصف فبراير الماضي، ضد نظام العقيد معمر القذافي كانت ليبيا، العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) تصدر يوميا 49،1 مليون برميل يوميا يذهب القسم الأكبر منها (85 في المائة) إلى أوروبا. وكانت شركات نفطية أجنبية عدة تستثمر الحقول النفطية الليبية وأبرزها ايني الإيطالية وستات اويل النروجية.