تعززت شبكة الطرق الوطنية بالجهة الشرقية بتدشين الطريق السيار فاس-وجدة، المشروع الذي طالما انتظره سكان هذا الجزء من المملكة، والذي من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز تنافسية وجاذبية الجهة. ويندرج هذا الورش المهم، الذي تطلب إنجازه استثمارا إجماليا يقدر ب 10,8 ملايير درهم، والذي جرى تدشينه أول أمس الاثنين، في إطار المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية، التي أعطيت انطلاقتها في 18 مارس 2003 بوجدة. وكان جلالة الملك محمد السادس أعطى في 16 يناير2007 انطلاقة أشغال بناء هذا الطريق السيار الذي سيجعل دون أدنى شك، من الجهة قطبا اقتصاديا وطنيا مهما. وفي هذا الصدد، أجمع فاعلون محليون على الأثر الإيجابي، الذي سيخلفه تشغيل هذا الطريق السيار، على الصعيد السوسيو اقتصادي، واصفين تدشين هذا الطريق ب"الحدث التاريخي البارز". وقال المدير العام لوكالة تنمية الجهة الشرقية، محمد المباركي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "هذا اليوم يعد بحق تاريخيا بالنسبة للجهة الشرقية، التي طالما انتظرت هذا المشروع منذ سنوات عديدة"، مؤكدا أن الطريق السيار فاس-وجدة يعد مشروعا رائدا ضمن المبادرة الملكية لتنمية هذه الجهة . وقال إن هذا الإنجاز الكبير سيرفع من جاذبية الجهة الشرقية، التي يزداد في الوقت الراهن التعرف عليها من طرف الأجانب بفضل التنمية السياحية، وسيسهم في الوقت ذاته في تسريع تنميتها بشكل كبير، معتبرا أن هذا المشروع سيساهم أيضا في انفتاح الجهة الشرقية على باقي جهات المملكة، وعلى الفضاء المغاربي والأورومتوسطي. من جهته، أبرز ادريس حوات، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بوجدة، أن هذا المشروع "المنتظر منذ عقود سيكون له أثر إيجابي جدا، لا سيما على المستوى السوسيو اقتصادي ". وأضاف أن افتتاح الطريق السيار فاس-وجدة، الذي يمتد على طول 320 كلم، سيشجع الاستثمارات في هذه المنطقة، ذات المؤهلات التنموية المهمة، والموقع الجغرافي المتميز. وفي السياق ذاته، أبرز مدير المركز الجهوي للاستثمار بالجهة الشرقية، إدريس مولاي رشيد، الانعكاس الاقتصادي لهذا المشروع، مشيرا إلى أنه بفضل هذه البنية التحتية المهمة، "سنتمكن من تطوير وخلق دينامية لفائدة المقاولات الصغرى والمتوسطة، خاصة، تلك التي تعاني بعد المنطقة عن مراكز الاستهلاك". وأضاف أن هذا المشروع "سيساعدنا، أيضا، على تنويع مخطط التنمية الاستراتيجي بأكمله، الذي وضعناه مع مختلف المتدخلين، بشكل يشجع فيه الاستثمارات أكثر". من جانبه، أبرز رئيس الجماعة الحضرية بوجدة، عمر احجيرة، أن "ما تحقق يعد حلما كبيرا لسكان المنطقة الشرقية عموما، ولسكان وجدة على وجه الخصوص، ونحن سعداء جدا بفتح هذا الطريق السيار المتعدد المزايا، أمام حركة السير". وقال إنه سيجري من الآن فصاعدا قطع المسافة الرابطة بين الرباطووجدة في أقل من أربع ساعات ونصف الساعة (سبع ساعات من قبل)، وفي ظروف مناسبة تتسم بالراحة والسلامة.