أكد رئيس الفريق الاشتراكي بالبرلمان الأوروبي، مارتين شولتز، الذي يرأس وفدا عن هذه المؤسسة، يوم الاثنين الماضي بالرباط، أن المغرب حقق مكاسب مهمة في مجال الديمقراطية، وأنه نموذج يحتذى لباقي دول العالم العربي. وقال شولتز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مباحثاته مع كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، لطيفة أخرباش، أن هناك تشابها بين الدستور المغربي الجديد، الذي جرى اعتماده في فاتح يوليوز الجاري، والقوانين الأساسية للدول الأوروبية. وأكد، أيضا، أن هذا اللقاء شكل مناسبة لتبادل الآراء بخصوص عدد من القضايا، سيما علاقات التعاون بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، وسبل تعزيزها، خصوصا في مجالات الصيد والفلاحة والبحث العلمي. من جهة أخرى، أشاد الديبلوماسي الأوروبي بالدور "الرئيسي" للمغرب داخل منظمة الاتحاد من أجل المتوسط. من جهتها، نوهت أخرباش عقب هذه المباحثات بزيارة الوفد الأوروبي، التي تأتي في مرحلة مهمة في مسار العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، إضافة إلى كونها مهمة في سياق يعمل فيه المغرب بشكل دؤوب، من أجل بناء حوار بناء ومسؤول مع البرلمان الأوروبي. وأشارت إلى أن أبرز مثال على هذا الحوار، يتمثل في إحداث اللجنة البرلمانية المشتركة المغرب- الاتحاد الأوروبي، وكذا مجموعة الصداقة بين المغرب والبرلمان الأوروبي، التي جرى إحداثها أخيرا. وبعد أن أبرزت العديد من المقتضيات الجديدة التي جاء بها الدستور الجديد للمملكة، الذي يأتي تتويجا لمسلسل من الإصلاحات باشرته المملكة منذ سنين عدة في مجال الديمقراطية ودولة القانون والحكامة الجيدة، أكدت أخرباش الالتزام التام للمملكة بتعزيز العلاقات مع البرلمان الأوروبي، معربة عن الأمل في أن يواكب هذا الأخير بعزم مشروع المجتمع الديمقراطي والمتضامن، الذي انخرط المغرب في بنائه. وأكدت أن هذه المكاسب الديمقراطية ستنعكس إيجابا على العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، سيما من خلال تعزيز وتوسيع الحوار السياسي البرلماني والحكومي، مسجلة أن منح البرلمان المغربي في 22 يونيو الماضي "وضع الشريك من أجل الديمقراطية" لدى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، يجعل المغرب أول بلد غير عضو في هذه الجمعية يحظى بهذا الوضع. وأشارت إلى أن المغرب يظل الشريك الرئيسي للاتحاد الأوروبي في منطقة جنوب المتوسط، بالنظر لوجوده على رأس مختلف الهيئات، سيما الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، ومؤسسة أنا ليند للحوار بين الثقافات، وكذا تعيين يوسف العمراني في منصب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط. وأكدت التزام المملكة بالعمل على وضع سياسة متوسطية طموحة تستجيب لتطلعات شعوب المنطقة، بالنظر إلى الانتظارات المتعددة للدول الأورو- متوسطية، والسياق الجديد بالعالم العربي وتأثيرات الأزمة الاقتصادية والمالية. وفي معرض حديثها عن الشراكة الاقتصادية، أكدت أخرباش أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، الشريك المتميز الذي يستفيد من الوضع المتقدم مع الاتحاد الأوروبي، يجب أن يتعزز من خلال المبادلات الفلاحية. وخلصت إلى القول إن دخول الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، على أساس شراكة فلاحية مسؤولة ومكملة، سيعود بالنفع على الجانبين وسيعطي نفسا جديدا للعلاقات الثنائية.