عبر الشاعر والكاتب المغربي، عبد اللطيف اللعبي، عن تفاؤله ب"الربيع العربي"، الذي تشهده المجتمعات العربية، وبالحراك الاجتماعي في المغرب، خاصة حركة 20 فبراير، التي يرى أنها "استطاعت أن تحقق ما لم تستطع تحقيقه الأحزاب السياسية، منذ الاستقلال". عبد اللطيف اللعبي في حفل تقديم كتابه بالرباط (خاص) وأشار اللعبي، في حفل توقيع كتابه الجديد "المغرب: أي مشروع ديمقراطي؟" مساء أول أمس الاثنين، بالمكتبة الوطنية في الرباط، إلى أن "المشروع السياسي بالمغرب لا يمكن أن يتحقق دون رافعة ديمقراطية حقيقية، تقوم فيها كل الأطراف بواجباتها، ويقوم فيها اليسار بإصلاح نفسه، وينفتح على جميع التيارات في المجتمع"، موضحا أنه يتابع المشهد السياسي بالمغرب منذ 30 سنة، وقدم رأيه في ما نعته ب"الفولكلور السياسي"، إيمانا منه ب"الدور، المنوط به كمناضل، ومواطن في هذا البلد، الذي يحتاج إلى إصلاحات عميقة، تتماشى مع النهج، الذي اختطه الملك محمد السادس منذ خطاب 9 مارس، وإعلان رغبته العميقة في إصلاح الدستور". واعتبر اللعبي، في هذا اللقاء الذي حضره مثقفون وفاعلون سياسيون، أن "المجتمع المدني بالمغرب استطاع أن يقدم الكثير، وأعطى الدرس للنخبة السياسية، لأنها كانت كما لو أنها غير موجودة"، مشيرا إلى أن "الطبقة السياسية بلغت مراحلها الأخيرة، وبالتالي، كان من الضروري البحث عن البديل". وحول ما إذا كانت حركة 20 فبراير هي البديل، أجاب اللعبي، بكثير من التفاؤل، أن "الحركة تذهب في هذا الاتجاه، لأنها جددت الممارسة السياسية بالمغرب، وسرعت من التعديلات الأساسية، التي فشلت في إنجازها الأحزاب"، مضيفا أن "حركة 20 فبراير لا يمكن لها أن تسعى لوحدها لتحقيق جميع انتظارات المغاربة، ولهذا بتنا نشهد حركات احتجاجية للأطباء، وللمحاميين، ولقطاعات أخرى، هدفها الأساسي خدمة البلد في أحسن الظروف الممكنة". أما بخصوص الديمقراطية، الموضوع المركزي لكتابه، الصادر حديثا عن "دار ملتقى الطرق" بالدارالبيضاء، فذكر أنها "ليست امتيازا، بل حاجة ضرورية، ومطلبا مجتمعيا رئيسيا، يجب أن تستعمل في سياقاتها الخاصة، ولا تفرغ من محتوياتها، كما يحصل للثقافة، التي تستعمل في كل شيء وأي شيء". وأوضح أن "البعد الثقافي هو الغائب الأكبر في المغرب، ولهذا، أدعو إلى ثورة ثقافية بالمغرب، وأطالب بإحداث وزارة تهتم، بشكل فعلي، بالتعليم والثقافة والفنون".