دراسات حول الإعلام التلفزيوني، هو الكتاب الثاني، الذي أصدره الباحث عبدالرزاق الزاهر، ضمن سلسلة "سينما وتلفزيون"، بعد كتاب الاقتباس المسرحي من النص إلى الركح". يتشكل الكتاب، الذي يقع في 88 صفحة من الحجم المتوسط، من نصوص ودراسات وترجمات، تتقاطع كلها حول الإعلام التلفزيوني نقدا وتحليلا. وهو دعوة إلى إعادة النظر في آليات اشتغال هذا الوسيط المركب التلفزيون مع تفكيك مصكوكاته الرمزية. يقول المؤلف في مقدمة الكتاب" دراسات حول الإعلام التلفزيوني"، هو عرض وترجمة بتصرف لمجموعة من الدراسات التحليلية والنقدية للإعلام التلفزيوني، الذي يعتبر ظاهرة كونية مؤثرة على العالم بالصورة والصوت، كما يصنف كقطاع استراتيجي متحكم سياسيا وثقافيا، ينمدج التفكير، يزيف بالحذف أو بالمبالغة، يظهر ويخفي...يعطي تصورا معينا لأحداث الساعة، ويمنح المتفرج وقائع من ابتكاره وخلقه...من هذه الاقتضادات، جاءت رغبتي في نشر هذه الأعمال، مما تستضمره من وعي وجيه بأدوات إشغال هذا الوسيط المتعدد الأشكال، ولما يحفل به من مفاهيم ومناهج، قادرة على تحليل لغة التلفزيون المركبة، وعلى نقد مصكوكاته الرمزية ... كل هذه المحاولات تتقاطع حول تأزيم نرجسية التلفزيون. هذا العمل هو أولا احتفاء بالإعلام التلفزيوني، من خلال انتقاد هذه الدراسات النظرية والتحليلية، ثم عرضها وترجمتها، اعتقادا منا بقيمتها الفكرية المضافة لذاتها، ولهذا الخطاب المركب، المنمذج لتفكير الرأي العام، والمؤثر فيه". خصص المؤلف القسم الأول من دراسته، الذي يتشكل من أربعة أقسام، للبرمجة التلفزيونية، التي ناقشها من خلال ثلاثة محاور، في المحور الأول المعنون ب "المبرمج بين الإكراه السوسيولوجي والمقاربة التسويقية"، وضع الباحث تعريفا دقيقا للمبرمج، الذي يشغل، مكانة مهمة في تسيير التلفزيون، لامتلاكه سلطتي المال والاستراتيجية، فالسلطة الأولى ترتبط بالاستثمار في إنتاج وشراء البرامج، بينما تمتد الثانية إلى التأثير والمساهمة في الخط التحريري، إذ "يقرر في المحتويات، ويؤطر التنظيم اليومي لشبكة البرامج ولسياسة القناة الاقتصادية داخل الحقل السمعي البصري". في المحور الثاني، الذي يحمل عنوان "البرمجة رهان المنافسة بين القنوات"، يؤكد الباحث أن تطور البرمجة مرتبط ارتباطا وثيقا بعنصر المنافسة بين القنوات على اختلاف أنواعها، مشيرا إلى أن هناك نوعين من القنوات "مهادنة وتنافسية". في المحور الثالث المعنون ب"البرمجة في القناة التلفزيونية" يحاول الباحث تحليل قواعد البرمجة داخل القنوات التلفزيونية، من خلال عناوين فرعية من بينها "عملية البرمجة في القناة التلفزية"، و"البحث عن الملاءمة بين المنتوجات التلفزيونية وبين الجمهور"، و"البرمجة في السبعينيات"، "واللغة الخالصة للبرمجة عند المهنيين الأمريكيين"، و"صعوبة الفصل بين الإنتاج وبين البرمجة"، حيث يركز الكاتب على ذائقة الجمهور، وكلفة الإنتاج، وقيود الإشهار، والمنافسة، ويختتم الفصل بملحق خاص بالمصطلحات التقنية للبرمجة. في القسم الثاني من الدراسة، الذي حمل عنوان "الانتفاضة الفلسطينية في القنوات الغربية"، تناول الباحث بالتحليل المقاربة التلفزيونية العالمية للانتفاضة الفلسطينية، بينما تناول في الفصل الثالث، الذي حمل عنوان "حرب الخليج الثانية في التلفزيون"، قانون القرب والمسافة الإعلامية في حرب الخليج الثانية، في ما خصص الفصل الرابع الذي حمل عنوان "الرياضة في التلفزيون" لسباق فرنسا للدراجات، من خلال تحليل سيميائي كفيل بفهم الخطاب التلفزيوني.