أدانت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، مساء أول أمس الاثنين، بثلاثين سنة سجنا نافذا، الإسباني، دانييل ف.ك، المتابع بالاعتداء الجنسي على 12 طفلا، تتراوح أعمارهم ما بين سنتين و14 عاما. كما قضت الغرفة نفسها بأداء المتهم غرامة 50 ألف درهم لفائدة المطالبين بالحق المدني. وقالت نجية أديب، رئيسة جمعية "ما تقيش ولادي"، المنتصبة طرفا مدنيا في هذا الملف، في تصريح ل"المغربية" إن "الجمعية تهنئ الهيئة القضائية على شجاعتها في إصدار العقوبة المشددة، وتطبيق القانون في حق المتهم"، مضيفة أن "هذا الحكم يعتبر بمثابة رسالة واضحة لكل الضالعين في السياحة الجنسية، التي تستهدف الأطفال، كما يعتبر خطوة أولى على درب إصلاح القضاء" . وأشارت أديب إلى أن "أعضاء الجمعية يتنفسون الصعداء، لأول مرة، بعد صدور الحكم المشدد في هذا الملف"، معتبرة أن الحكم إنصاف لجميع الضحايا من الأطفال، وتمنت أن تطبق مثل هذه الأحكام على جميع المعتدين على الأطفال، وتأييد الحكم في المرحلة الاستئنافية. من جهته، رحب إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، في اتصال مع "المغربية"، بالحكم الجنائي الصادر، واعتبره منطقيا، وشدد على عدم تمتيع المتهم بأي ظروف للتخفيف في المرحلة الاستئنافية، أو تمتيعه بالعفو في ما بعد. وأوضح السدراوي أن المحكمة أدانت المتهم بعدما تبين لها أن جميع الدلائل ثابتة في حقه، لأنه وثق اعتداءاته على الضحايا بالصوت والصورة. وأصدرت الغرفة الجنائية باستئنافية القنيطرة الحكم بعد أربعة أشهر من التأجيل، بسبب إعداد الدفاع أو إضرابات موظفي العدل، لتقرر، أخيرا، جاهزيته للمناقشة، ثم إصدار الحكم، في حدود الخامسة مساء من أول أمس الاثنين. يذكر أن المتهم الإسباني، وهو في السبعينيات من العمر، توبع في حالة اعتقال، من أجل تهمة هتك عرض قاصرين بالعنف، مع حالة العود. وكانت عناصر الضابطة القضائية بأمن القنيطرة، ألقت القبض على المواطن الإسباني، في دجنبر 2010، بتهمة الاعتداء الجنسي على 12 طفلا. وجاء اعتقال الإسباني، الذي كان يعمل أستاذا مساعدا في تخصص البيئة البحرية بجامعة مورسيا بإسبانيا، قبل إحالته على التقاعد، حسب محاضر الضابطة القضائية، التي تتوفر "المغربية" على نسخة منها، بعد ظهور شريط فيديو صغير الحجم، يحتوي على تسجيل يظهر فيه المتهم وهو يهتك عرض قاصرة تدعى (ا.ب). وورد في محاضر التحقيق أن المتهم مواطن إسباني من أصل عراقي، يحمل اسم صلاح الدين (ك)، ويتحدر من الجالية التركمانية بالعراق، وديانة قبيلته هي "الصابئة" أي الاعتقاد وعبادة الكواكب، مع التأثر ببعض التعاليم الإسلامية، وصرح أنه اعتنق الإسلام سنة 1967 على المذهب السني، غير أنه ليس مواظبا على الالتزام بالشعائر الدينية. وكانت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان أكدت في تصريحات سابقة للجريدة، أن الاعتداءات الجنسية على الأطفال ضحايا الإسباني تعود إلى سنة 2005، إذ كان المتهم يقوم بالتغرير بهم، وممارسة اعتداءاته الجنسية عليهم، فيما كشفت الخبرة الطبية صحة الاعتداء على 7 أطفال، مشيرة إلى أن المتهم كان يخزن صور عمليات الاعتداء في حاسوبه الشخصي.