أحالت مصلحة الشرطة القضائية في فاس، الاثنين الماضي، المدعو "ع.ب"، 32 سنة، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، بتهمة الاشتباه في ارتكابه جريمة قتل وذلك في حق المدعو محمد "ب"، 62 سنة، أب لأربعة أبناء، تاجر مجوهرات بسوق الذهب بشارع المرينيين بحي الملاح بمدينة فاس، وتقطيع جثته بمنشار إلى أشلاء، ورميها بمواقع مختلفة بالجماعة القروية سيدي خيار، مع تشويه معالم وجهه بواسطة الماء الحارق. وتعود وقائع الجريمة إلى 15 فبراير الماضي، بعد عثور أحد الرعاة على أشلاء آدمية متناثرة بأراض فلاحية تمتد على طول الطريق الوطنية الرابطة بين فاس وإيموزار كندر، بالنفوذ الترابي لجماعة سيدي خيار بإقليم صفرو. وكانت فرقة من الدرك الملكي لفاسوصفرو انتقلت إلى عين المكان لنقل أشلاء الضحية إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الجامعي بفاس، ما أفضى إلى التعرف على الجثة من طرف أفراد أسرة الضحية، الذين كانوا بصدد البحث عنه بعد تغيبه المفاجئ زهاء أسبوع، وانقطاعه عن فتح محله التجاري بسوق الذهب، فيما أكدت تحاليل الحمض النووي أن الأشلاء تعود بالفعل للمفقود محمد "ب"، تاجر المجوهرات الذهبية. وكانت التحريات انطلقت لفك لغز هذه الجريمة وركزت على المحيط الأسري والمهني للضحية، إذ جرى الاستماع إلى بعض أفراد عائلته، ومجموعة من زملائه التجار، بسوق الذهب، الذين أكدوا لعناصر الضابطة القضائية أنهم شاهدوا الضحية آخر مرة، قبل اختفائه، برفقة المدعو "ع.ب" القاطن بحي بندباب بفاس، الذي كان في انتظاره بباب محله التجاري بسيارته الخاصة، قبل أن يختفيا معا عن الأنظار. وعلمت "المغربية" أن مصالح الأمن أصدرت مذكرة بحث في حق "ع.ب" الذي حامت الشكوك حول احتمال ارتكابه لهذه الجريمة، خاصة أنه من ذوي السوابق القضائية، ليجري اعتقاله الثلاثاء 25 مارس الماضي، بمدينة الداخلة، حين كان بصدد الاستعداد لمغادرة التراب الوطني والهجرة بصفة قانونية إلى جزر الكناري، بموجب عقد عمل حصل عليه أخيرا يخول له العمل بإحدى المقاولات بالجزر الإسبانية. إثر ذلك، نقل المتهم إلى مدينة صفرو، وفتحت معه عناصر الضابطة القضائية التابعة للدرك الملكي بصفرو بحثا في الموضوع، وبعد محاصرته بمجموعة من الأسئلة والأدلة التي ترجح تورطه في هذا الفعل الإجرامي، اعترف المتهم في محضر رسمي بمشاركته في ارتكاب جريمة قتل تاجر الذهب، وحكى تفاصيلها، متحدثا عن استدراجه للضحية، قبل الإجهاز عليه، عبر إيهامه بأن لديه كمية من الذهب يريد بيعها لفائدته وهي مخبأة بمنزله. وأضاف المتهم أنه تمكن من الاستيلاء على مبلغ خمسة ملايين سنتيم كانت بحوزة الضحية، اقتسمها مع "ع.غ" أحد أصهار الضحية، الذي اتهمه بمشاركته في عملية اختطاف وقتل الضحية. عقب ذلك، اعتقلت عناصر الدرك قريب الضحية في محل سكناه بمدينة فاس، وأحيل على عناصر الضابطة القضائية بصفرو، التي أنجزت محضر استماع له في الموضوع، قبل إحالته على الوكيل العام للملك باستئنافية فاس. ويعد المشتبه بهما في ارتكاب جريمة قتل تاجر الذهب من أصحاب السوابق الجنائية، إذ كان "ع.ب" المشتبه به الرئيسي، غادر السجن المدني عين قادوس بفاس حديثا بعد قضائه ثلاث سنوات سجنا نافذا بتهمة ترويج المخدرات، أما شريكه المتهم الثاني "ع.غ" صهر الضحية، فقضى عقوبة حبسية لتورطه في جريمة قتل شخص كان يعمل رفقة أحد أقاربه. هذا، وتركز عناصر الضابطة القضائية في أبحاثها، لفك جميع ألغاز هذه الجريمة، على محيط الضحية لمعرفة ما إذا كانت عملية تصفيته جاءت بإيعاز من أقاربه، بغية الاستيلاء على ثروته، التي وصفت بالطائلة، خاصة أن أحد المشتبه بهما في المشاركة في ارتكاب الجريمة، هو بمثابة صهره من أقارب زوجته الأولى.