قال الزعيم الليبي، معمر القذافي, إن القوات الأجنبية، التي تقود هجوما على حكومته سوف تهزم وينتهي بها المطاف في مزبلة التاريخ, متوعدا بمواصلة القتال. الولاياتالمتحدة خفضت من طلعاتها في ليبيا (أ ف ب) وأوضح القذافي في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون الليبي "سننتصر في النهاية", مشيرا إلى أننا "لن نستسلم وسنهزمهم بكل السبل". وقال لأنصاره وهم يلوحون بأعلام خضراء "أنا لا أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى وأنا صامد بيتي هناك في خيمتي في المنتدى, أنا صاحب الحق اليقين وصانع منه الفدى". وتابع القذافي "كل الشعوب تؤيدكم من خلال مظاهرات في كل مكان في إفريقيا وآسيا وأوروبا وكل مكان". ووصف الهجمات الدولية الجارية على بلاده "بالهجوم الظالم"، الذي يخرق ميثاق الأممالمتحدة, مشيرا إلى أن "الذين ضدكم هم حفنة من الفاشيين من المجانين ممن ستسقطهم شعوبهم، التي تعارضهم". وجرى إعلام المراسلين الأجانب في طرابلس أن الزعيم الليبي تحدث من مقره في طرابلس موجها خطابه إلى أنصاره، الذين يشكلون درعا بشرية لحمايته. وتعد هذه الكلمة الظهور العلني الأول للقذافي، منذ 15 مارس الماضي، بعد تصريحات صوتية مسجلة أصدرها ومقابلات عديدة أجراها. وأعقب إلقاء الكلمة إطلاق العاب نارية في العاصمة الليبية وكذا إطلاق النار في الهواء وسط المدينة. من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أول أمس الثلاثاء، في سان سلفادور عن "تخفيض كبير" في طلعات الطائرات الأميركية فوق ليبيا. وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس السلفادوري، موريسيو فونيس، إنه "من الممكن أن نلاحظ تخفيضا كبيرا لطلعات الطائرات الأميركية فوق ليبيا". وأضاف إن الولاياتالمتحدة ستكون "قريبا" قادرة على الإعلان بأن هدف فرض حظر جوي قد تحقق. وأوضح "ليس لدي أدنى شك بأننا سنكون قادرين على نقل مراقبة" مهمة عملية التحالف الدولي في ليبيا. وبدأ تحالف دولي تشارك فيه الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا، السبت الماضي، بشن هجمات على أهداف تابعة للنظام الليبي بعد تصويت مجلس الأمن الدولي على قرار يجيز استخدام القوة لحماية المدنيين الليبيين. وأعرب أوباما أيضا عن "ارتياحه الكبير" بعد نجاة الطيارين الأميركيين، اللذين تحطمت طائرتهما في ليبيا. وينهي أوباما في السلفادور جولة في أميركا اللاتينية قادته إلى البرازيل وتشيلي. وكان البنتاغون أعلن أن التحالف الدولي، الذي يقوم بعمليات عسكرية في ليبيا ضد قوات العقيد، معمر القذافي، نفذ منذ بدء عملياته السبت الماضي ما مجموعه 336 طلعة جوية بينها 108 ضربات جوية. وكانت حصة الولاياتالمتحدة من هذه الطلعات 212 طلعة أي حوالي ثلثي العمليات الجوية, حسب المعطيات المسجلة حتى الساعة (00 ،19 تغ) الثلاثاء. وأوضح البنتاغون أن القوات الأميركية تشارك في العمليات العسكرية في ليبيا خصوصا بمقاتلات (اف-15 واف-16 ) وطائرات "هارييرز" المتخصصة في التشويش على أنظمة اتصال العدو, إضافة إلى طائرات للتزود بالوقود في الجو. وحسب هيئة الأركان الفرنسية فان سلاح الجو الفرنسي نفذ 55 طلعة بين السبت والاثنين تضاف إليها سبع طلعات الثلاثاء ما يرفع المجموع إلى 62 طلعة أي 18 في المائة من مجموع الطلعات الحليفة. وبموازاة الطائرات, أطلقت مدمرتان وثلاث غواصات, جميعها أميركية, إضافة إلى غواصة بريطانية, ما مجموعه 162 صاروخا عابرا من طراز "توماهوك" بين مساء السبت ومساء الثلاثاء على ليبيا, بينها 112 صاروخا السبت في مستهل التدخل العسكري في هذا البلد.