جرت، يوم الجمعة بجنيف، إحاطة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بشأن الإساءات والانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف. ولفت اتحاد العمل النسائي، في مداخلة خلال الجلسة العامة للمجلس، انتباه مجلس حقوق الإنسان إلى الوضع في مخيمات تندوف، حيث يحكم على أجيال بكاملها أن تمضي حياتها داخل مخيمات الاحتجاز، ضحية الانتهاكات الشنيعة لحقوق الإنسان. وأكدت حجبوها الزبير، ممثلة اتحاد العمل النسائي، أن الأشخاص المرحلين نتجية النزاعات المسلحة يتعين أن يستفيدوا من الولوج إلى حماية المنظمات الأممية المختصة اعتبارا لكون حرية التنقل تعد أحد الحقوق الأساسية التي ينبغي على كل فرد التمتع بها. واستندت المتدخلة، في هذا الصدد، إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تنص على أن "لكل شخص الحق في التنقل بحرية واختيار مكان إقامته داخل دولة معينة، وأن لكل شخص الحق في مغادرة أي بلد، بما فيها بلده الأصلي، أو العودة إلى هذا الأخير". ولاحظت، بأسف، أن هذه الإجراءات لا يجري احترامها في مخيمات تندوف، حيث يظل السكان المرحلين حبيسي المخيمات المغلقة، خاضعة لمراقبة شبه عسكرية. وأدانت حجبوها الزبير كون أجيال بكاملها أجبرت على العيش في مخيمات الاحتجاز الجماعي حيث تجري، بشكل مغلق، عمليات الاضطهاد الأكثر دناءة لحقوق الكائن البشري، معربة عن الأسف إزاء السماح، في القرن 21، لمجموعات من المرتزقة بتقرير مصير ساكنة رغما عن إرداتها. كما أعربت عن الأسف لعدم تمكن الملاحظين الدوليين من الولوج إلى مخيمات حركة "البوليساريو" الانفصالية من أجل رفع تقرير إلى المجتمع الدولي حول حقيقة الانتهاكات التي ترتكب داخلها بشكل يومي. وناشدت، من جانب آخر، دعم مجلس حقوق الإنسان من أجل إطلاق سراح العائلات التي تقبع تحت رزح الأسر في مخيمات "البوليساريو"، من أجل تمكينها من الالتحاق بباقي أفرادها بالمغرب. ونددت ممثلة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس) في أشغال الدورة 16 لمجلس حقوق الإنسان، ماء العينين السعدني، يوم الجمعة المنصرم، في جنيف، بالظروف اللاإنسانية التي تعيش فيها المرأة والأطفال في مخيمات تندوف. ووصفت ماء العينين السعدني، التي كانت تتحدث خلال ندوة نظمتها منظمة (أوكابروس) غير الحكومية بقصر الأمم، المأساة التي تشهدها هذه المخيمات، والتي يقع ضحيتها على الخصوص النساء والأطفال، قائلة "ففي مخيمات تندوف، لا تحترم حقوق الإنسان، التي تنتهك بشكل ممنهج من قبل (بوليساريو)، كما أن السكان يعيشون في ظروف لاإنسانية، ويتعرضون لجميع أشكال الإهانات، ويحرمون من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك حرية التنقل والتعبير". وتطرقت، في هذا السياق، إلى ترحيل الأطفال، والذي كانت هي نفسها ضحية له، مشيرة إلى الانقسام العائلي، الذي يترتب عن هذه العملية، والمآسي التي ما تزال الأسر الضحايا تعاني منها. ودعت المتحدثة إلى متابعة منفذي عمليات اختطاف الأطفال، ومرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان، التي يعانيها سكان المخيمات.