بعدما عرفناه ممثلا في العديد من الأدوار في أفلام المغربية، يطل عبد الله توكونة الشهير بلقب "فركوس"، على الجمهور المغربي، مخرجا في فيلمه السينمائي الأمازيغي، "سوينكم" "خمم" الذي سيبدأ عرضه بمختلف القاعات السينمائية الوطنية، ابتداء من يوم 23 مارس المقبل. وفي حديثه عن فيلمه الجديد، قال "فركوس"، في الندوة الصحفية، التي أعقبت العرض الثاني للفيلم، خلال مشاركته في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم، الذي اختتمت فعالياته نهاية الشهر الماضي بطنجة، إنه راض عن مستوى الفيلم، باعتباره أول شريط سينمائي طويل يقوم بإخراجه، بعدما نجح في تجسيد العديد من الأدوار السينمائية المهمة، التي كان آخرها دور "طبوخ" في فيلم "موسم لمشاوشة" لمحمد عهد بنسودة، مشيرا إلى أن الفيلم حقق تجاوبا كبيرا مع الجمهور، سواء خلال عرضه الأول بالناظور، أو عرضه الثاني في طنجة. وأفاد فركوس، أنه من المنتظر أن يجري العرض ما قبل الأول ل"خمم" يوم 4 مارس المقبل بقاعة سينما "رويال" بالرباط، بحضور طاقم الفيلم الفني والتقني وعدد من الفنانين والإعلاميين والنقاد، متمنيا أن ينال الفيلم رضى الجمهور المغربي عموما، والأمازيغي خصوصا. وأكد المخرج فركوس، الذي قام، أيضا، ببطولة الفيلم، رفقة نخبة من الفنانين الأمازيغيين أمثال الفنانة فاطمة تيحيحت، وهشام ورقة، ومصطفى فايز، وزاهية زهيري، وعبد اللطيف عطيف، أن أي نجاح جماهيري سيحققه الفيلم سيكون بفضل كل من ساهم فيه من ممثلين وتقنيين، وبفضل، ملامسته الواقع، وتطرقه للعديد من المشاكل الاجتماعية الناجمة عن "الخمر"، الذي اعتبره فركوس "أم الخبائث"، واختاره تيمة محورية لفيلمه، الذي تناول فيه العديد من المواضيع الأخرى، كالسجن والتشرد والإهمال الأسري. وعن جديده السينمائي أكد فركوس أنه بصدد تصوير فيلم جديد ناطق بالأمازيغية الريفية، يحمل عنوان "ثمنت ن ريري" أو "عسل شجرة الدفلى"، ستشارك فيه وجوه فنية محلية عديدة أمثال الفنانة لويزة بوسطاش، ووفاء مراس، وعبد الله أنس، وعبد الواحد الزاوكي وآخرين. ويتناول الفيلم مشكل الهجرة السرية كتيمة محورية، بالإضافة إلى عدد من المشاكل الأخرى، المرتبطة بها مثل التهريب بمختلف أنواعه والبطالة، والجريمة المنظمة. وتدور أحداث فيلم "سوينكم" حول السكير "صالح" عبد الله فركوس، الذي يقضي فترة مهمة من حياته بالسجن، جراء ارتكابه جريمة قتل في حق إحدى المومسات، بعد أن شتت شمل عائلته بسبب استهتاره وتعاطيه الخمر. تنطلق حكاية الفيلم من زنزانة "صالح"، عبر تقنية "الفلاش باك"، التي تعكس ندم فركوس عما سببه من مآس لنفسه ولأسرته، إذ تسبب في وفاة زوجته، بعد ولادة مستعصية، تاركة خلفها ولدين وبنت، كما تسبب أيضا، في وفاة الجدة بعدما باع بيت العائلة، وطرد أطفاله منه. في تطور مثير للأحداث، يكبر "جمال وكوثر" في كنف صديقة أمهما الجارة "حليمة" فاطمة تيحيحيت، التي يعيش زوجها بالخارج، وينالا شهادتهما الجامعية. في حين يكسب الابن الأكبر "عابد" ثقة مشغله "الحاج"، ويصبح مسؤولا عن إدارة أعماله وزوجا لوحيدته. في هذا الفيلم يؤدي فركوس، طيلة مدة عرض الفيلم، شخصية المضحك والمبكي في آن واحد، من خلال العديد من الأحداث المتشابكة، التي تدور بين زنزانة السجن المغلقة، وفضاء المدينة المفتوح، على الأزقة التي كانت تربط بيت صالح ب"البازار" الذي يمتلكه، وورشة الحدادة، التي كان يحتسي فيها الخمر رفقة نديمه رفيق السوء "حسن"، و"الحفرة" العلبة الليلية، التي كان يقضي بها الليالي الحمراء رفقة إحدى المومسات، التي سيتزوجها في ما بعد، ويقتلها بعد أن اكتشف خيانتها له، والمقبرة التي تنتهي فيها أحداث الفيلم المأساوية بطريقة بوليودية، بلم شمل الأسرة، أثناء زيارة صالح بعد إخلاء سبيله لقبر زوجته الراحلة، ليلتقي بابنه الأكبر ليصبح قبر الأم فضاء للالتحام الأسرة التي فرقها استهتار الأب وغدر الزمان.