يخلد الشعب المغربي، اليوم الجمعة، الذكرى الثالثة والخمسين للزيارة التاريخية، التي قام بها جلالة المغفور له الملك محمد الخامس إلى محاميد الغزلان، في 25 فبراير من سنة 1958. تلاحم وثيق وترابط المتين بين العرش والشعب والتي جسدت التلاحم الوثيق والترابط المتين بين العرش والشعب اللذان خاضا معا مسيرة التحرير من أجل عزة الوطن وكرامته ووحدته الترابية، حيث استقبل رضوان الله عليه ممثلي وشيوخ وأبناء القبائل الصحراوية، وتلقى بيعتهم وولاءهم، وجسد في خطابه التاريخي، بالمناسبة، مواقف المغرب الثابتة، ومواصلة تحقيق وحدة التراب الوطني. إن هذه الزيارة، التي جاءت تتويجا لملاحم الكفاح الوطني المرير ضد الاحتلال الأجنبي، كانت تعبيرا واضحا عن عزم الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد على استكمال استقلاله، وحرصه على استرجاع أراضيه المغتصبة وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة. وما تزال ذاكرة سكان هذه الربوع من المملكة تحتفظ بدرر ثمينة وعميقة الدلالات من الخطاب المهم، الذي ألقاه بطل التحرير، خلال هذه الزيارة التي أحيى بها سنة حميدة، دأب عليها ملوك الدولة العلوية الشريفة، الذين كان من عادتهم القيام بزيارة للصحراء لتفقد رعاياهم بها، مؤكدين بذلك وحدة المغرب وسيادة سلطته الشرعية على سائر أطرافه، منذ أن بدأت الأطماع الأجنبية تتجه نحو البلاد. في هذا السياق، قال جلالة المغفور له محمد الخامس، في هذا الخطاب التاريخي، "وتيسرت اليوم، ولله الحمد، الأسباب لتحقيق أمنيتنا القديمة، وسنحت الفرصة لإحياء تقاليد سلفنا المجيد، فجئنا إلى مشارف الصحراء ومن حق ساكنيها علينا أن نجيء(...)".(