اختلفت أنشطة البناء من مدينة لأخرى خلال سنة 2010، التي ظل فيها هذا القطاع شبه مستقر في العديد من المدن، بعد نمو متواصل خلال السبع سنوات السابقة. وسجلت الأقاليم الجنوبية أكبر ارتفاع في البناء خلال السنة الماضية، مقارنة مع 2009، ويعزى هذا النمو إلى مختلف البرامج، التي وضعتها السلطات العمومية في هذه الأقاليم. كما سجلت مدن أكادير، وتازة، والحسيمة، وبني ملال، والقنيطرة، وفاس، ومكناس، معدلات نمو معبرة في أنشطة بناء المساكن، بينما ظلت هذه الأنشطة مستقرة في كل من الرباط، وسلا، وتمارة، والدارالبيضاء، ومراكش. وحسب وثائق، وزعتها وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، خلال لقاء صحفي، نظمته، أمس الخميس، بالرباط، لتقديم حصيلة إنجازات 2010 وعرض برنامج عملها لسنة 2011، فإن المدن، التي تراجعت فيها كثيرا أنشطة بناء المساكن هي آسفي، بناقص حوالي 16 في المائة، متبوعة بكل من طنجة وتطوان (ناقص حوالي 9 في المائة) وسطات (حوالي 8 في المائة)، ووجدة والناظور (ناقص 4 في المائة). وخلصت الوثائق إلى أن الأسواق الكبرى المحلية للبناء عرفت، خلال السنة الماضية، استقرارا، مع تراجع طفيف في أنشطة البناء. وهمت أولويات برنامج وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، خلال 2010، استصدار مدونة التعمير وأدوار جديدة للوكالات الحضرية، كفاعل استراتيجي في التنمية المستدامة والتجديد الحضري، وتركيز اهتمام الفاعلين والشركاء حول إشكالية التعمير العملياتي. وتشمل أولويات هذا البرنامج، كما أعلن عنها أحمد توفيق احجيرة، وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، تنفيذ توجهات الدراسة الاستشرافية حول العقار السكني 2011 2012، وإحداث أول المراصد الجهوية، ثم استصدار مدونة البناء، فضلا عن مواصلة إنجاز المشاريع الكبرى للحكومة، كبرنامج مدن دون صفيح، وبرنامج السكن الاجتماعي، بحوالي 250 ألف درهم، والسكن المنخفض التكلفة (140 ألف درهم)، والمدن الجديدة، ومشاريع السكن المخصص للفئات الوسطى، فضلا عن تنفيذ برامج جديدة، تهم البنيات الآيلة للسقوط، والبناء غير القانوني، والأنسجة العتيقة. وبخصوص السكن الاجتماعي، أعلن احجيرة أن "2011 ستكون سنة إعطاء دفعة جديدة للسكن الاجتماعي، من خلال إطلاق جيل جديد من هذا الصنف من السكن". وبالنسبة لمدن دون صفيح، قال احجيرة إن برنامج 2011 يتضمن متابعة جهود التنسيق والتتبع، من أجل إعلان 26 مدينة دون صفيح خلال هذه السنة، مشيرا إلى أن 42 مدينة أعلنت دون صفيح سنة 2010، وجرى هدم 17 ألف براكة، وتحسين ظروف العيش لحوالي 164 ألفا و700 أسرة خلال السنة. تجدر الإشارة إلى أن اللقاء عرف توقيع عقود برامج برسم سنة 2011 بين وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية والمفتشيات الجهوية للإسكان والتعمير والتنمية المجالية بالجهات 16 للمملكة، في سياق متقدم من اللاتمركز.