وجد مجموعة من البيضاويين صعوبة بالغة، أمس الثلاثاء، للوصول إلى مقرات عملهم بسبب قلة وسائل النقل، نظرا للأمطار الغزيرة على العاصمة الاقتصادية، إذ اضطر العديد منهم إلى الوصول إلى مقر عملهم متأخرين كثيرا عن موعد الدخول. الطاكسيات غرقت في بعض شوارع البيضاء (مشواري) ويقول عبد الرحيم، واحد من سكان الحي الحسني، "لولا الخطافة لما تمكنت من الوصول إلى عملي، لقد انتظرت الطاكسي مدة طويلة دون جدوى، وحينما طلب منا أحد الخطافة الركوب شعرت في الحقيقة بسعادة كبيرة، إن ما وقع لي يوم أمس لا يمكن أن ينمحي من ذاكرتي بسرعة، وهذا أمر مخز للغاية، خاصة أنه يقع في مدينة بحجم الدارالبيضاء". ويضيف عبد الرحيم "السيد اللي هزنا في الطونبيل دار فينا خير كبير، ما لقيناش لا طاكسيات ولا طوبيسات". ليس عبد الرحيم وحده، بل إن الكثير من الموظفين والمستخدمين عانوا كثيرا مع مشكل قلة وسائل النقل، وتقول فاطمة من سكان سيدي عثمان "لأول مرة استيقظت باكرا حتى أتمكن من الوصول إلى مقر عملي في الوقت المحدد، خاصة أن يوم أمس كان يوما ممطرا، ولكن رغم ذلك لم أنجح في الوصول إلى عملي في الوقت المحدد، فهناك قلة في الطاكسيات والطوبيسات، ولولا القدر الذي كان بجانبي لعدت إلى المنزل، إذ بعد معاناة كثيرة تمكنت من الركوب في طاكسي، لكن صاحبه اشترط أن أنزل في مكان بعيد عن مقر عملي". وبدا الغضب باديا على محيا المواطنين"هادشي ما شي معقول، واش الطوبيسات تقطعوا من هاذ المدينة، ففي مثل هذه الظروف لابد من الإكثار من وسائل النقل، من أجل سد الفراغ وليس العكس". ووقع اكتظاظ كبير في جل شوارع الدارالبيضاء، بسبب المياه التي غمرت هذه الشوارع، إذ لم تفرق الأمطار بين الأحياء الراقية والشعبية للمدينة، ما جعل بعض المواطنين متذمرين كثيرا، لكن هذا الأمر لم يمنع بعضهم من القول "راه الشتا فيها الخير كثير، والله يحد الباس، الشتا ره دارت حالة"، ويصرح نورالدين، من سكان حي الألفة "شي صاحب الطاكسيات دخلو القهاوي باش يشربو قهيوات وخلاو المواطنين يتكرفسوا في الشتا"، ويرجع نورالدين أزمة النقل، التي شهدتها الدارالبيضاء أمس، إلى صعوبة السير والجولان التي تسببت فيها الأمطار التي لم يسبق أن شهدتها الدارالبيضاء منذ أمد بعيد، واضطرت بعد الحافلات لتغيير مدارها".