خرج التعامل مع الشبكة العنكبوتية عن مساره العادي، وتحول من أداة تواصل ناجعة للبلوغ إلى المعلومة أو إيصالها في زمن قياسي، إلى وسيلة يستغلها البعض في أغراض دنيئة، ضمنها السرقة والإساءة إلى الأفراد، وترويج معلومات زائفة قد تمس الشخص أو الجماعة. خديجة صنصار (خاص) وأقرب مثال على ذلك، ما تعرضت له خديجة صنصار، المكلفة بالتواصل في الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، من قرصنة بريدها الإلكتروني على موقع "ياهو"، والاستيلاء على محتوياته من المعلومات والعناوين الإلكترونية، والأرقام الهاتفية لشبكة معارفها الشخصية والمهنية. وتبعا لذلك، توصل عدد من معارفها، أول أمس الأحد، برسالة إلكترونية تحمل عنوان بريد على الأنترنت، مذيلة باسمها وتوقيعها المعتاد، تروج لتعرضها لسرقة حقيبة نقودها وأمتعتها، وهي في مدينة مانشستر، بإنجلترا، حيث تحضر أشغال مؤتمر، وأنها توجد في ضائقة مالية، تحتاج معها إلى سلف بمبلغ ألف و300 أورو، تود التوصل بها عبر وكالة مالية. وتسببت الرسالة في شعور عدد من معارف صنصار بالقلق عما أصابها، ما جعلهم يتصلون بها هاتفيا، من المغرب، وهولندا، وفرنسا، وكندا، وبلجيكا، وإيطاليا، وإسبانيا، للاطمئنان على أحوالها، والتعرف على تفاصيل ما وقع لها، ليكتشفوا أنها في بيتها بالرباط، وأنها لم ترسل أي رسالة من هذا النوع لأي من معارفها. ولم يكن أمام الإعلامية سوى الخروج إلى معارفها عبر الموقع الاجتماعي "الفيس بوك" لتفنيد الخبر، وبعث رسائل تؤكد وجودها في المغرب، وأنها لم تتعرض لأي حادث مماثل لما ورد في الرسالة المذكورة. وعبرت صنصار، في تصريح ل"المغربية"، عن صدمتها من هذا النبأ الزائف، الذي روج عنها، وعن تخوفها من هذا النوع من الرسائل، التي يمكن أن تسيء إليها، أو لغيرها، عبر ترويج معلومات مهنية خاطئة، أو ما يمس الأمن والنظام العام، مشيرة إلى أن الأسلوب السليم، الذي كانت ستلجأ إليه، لو تعرضت فعلا للسرقة، هو الاتصال بالسفارة المغربية لتسفيرها إلى المغرب، في انتظار إعادة مصاريف عودتها. ومن عجائب الفاعل، أنه تمكن من التدليس على معارف خديجة صنصار بتعديل بسيط في عنوان بريدها الإلكتروني، بما لا يثير انتباه المرسل إليهم. وتجاوزا لهذه الأزمة، اضطرت خديجة إلى تغيير بريدها الإلكتروني وإحداث آخر على موقع "غوغل"، كما استعانت بأحد معارفها لمحاولة استعادة المعلومات المخزنة في بريدها السابق، وبعثت رسالة شكر إلى كل من اتصل بها للاطمئنان على أحوالها، وإبدائه الاستعداد لمساعدتها ماديا ومعنويا. ودعت جميع مستعملي الأنترنت إلى أخذ الحيطة من جميع الرسائل الإلكترونية، التي يتوصلون بها، والحذر من نسيان البريد الإلكتروني مفتوحا، معبرة عن مخاوفها من الانخراط في عدد من المواقع على الشبكة العنكبوتية، ما دامت غير محمية ويسهل اختراقها، من قبل أشخاص مجهولين. يشار إلى أن عددا من المتعاملين بالبريد الإلكتروني يتوصلون، يوميا، برسائل مجهولة المصدر، تتضمن أدعية أو فقرات ترفيهية أو صورا، يطلب من المتوصل بها إعادة بعثها إلى معارفه وأصدقائه، ويشرح خلفياتها أحد العارفين بالأنترنت، بأن لها صلة بشبكات متخصصة في جمع أكبر عدد ممكن من العناوين الإلكترونية لإعادة بيعها إلى مؤسسات تجارية للترويج لمنتوجاتها، أو استغلالها في أعمال مشابهة لما ذكر أعلاه، علما أن عدد الضحايا كبير، إلا أنه نادرا ما ترفع شكاوى قضائية في الموضوع، لعدم وجود محاكم مختصة في هذا النوع من النزاعات الافتراضية. وكان حادث مماثل وقع للممثل المغربي، إدريس الروخ، إذ توصل عدد من أصدقائه برسالة موقعة باسمه، تزعم أنه في هولندا، وتعرض لعملية سرقة، وفقد على كل أغراضه في الفندق، كما ضاعت منه نقوده وتذكرة العودة إلى المغرب، وجواز سفره وبطاقته البنكية، ويطلب التوصل بمبلغ مالي قدره 27 ألف دولار، عبر وكالة مالية.