اختطفت الاستخبارات الجزائرية، بالجزائر العاصمة، الناشط الحقوقي المغربي، بدر الدين محمد البشير، المتحدر من أصول صحراوية، ويقيم بمدينة طانطان، عندما كان في مهمة حقوقية بالجزائر العاصمة، زار خلالها مسؤولين ببعض الأحزاب الجزائرية ومنظمات حقوق الإنسان. وكشف بدر الدين، في تصريح ل "المغربية"، أنه تعرض للاختطاف يوم 7 أكتوبر الحالي من وسط العاصمة الجزائرية، حين كان في زيارة للجزائر بهدف إطلاع الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية هناك على مشروع الحكم الذاتي وشرعية مغربية الصحراء، مشيرا إلى أن مهمته كانت ناجحة وأنه التقى مسؤولين في أحزاب جبهة القوى الاشتراكية، والعمال، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إضافة إلى الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بالجزائر، واللجنة الوطنية الاستشارية للترقية وحماية حقوق الإنسان. وفي سرده لتفاصيل الاختطاف والتعذيب من طرف الاستخبارات الجزائرية، قال محمد البشير: "اختطفوني وأنا في طريقي إلى الفندق يوم السبت 9 أكتوبر، بشارع عبان رمضان بالعاصمة، في السابعة مساء"، مبرزا أن الاستخبارات الجزائرية استعملت مخدرا لاختطافه. وتابع قائلا "بعد أن تمكن أربعة رجال من شل حركتي، وضعوا على أنفي وفمي قطعة ثوب مبللة بها مخدر، حينها لم أشعر بأي شيء، حتى وجدت نفسي داخل قبو مظلم، مجردا من ثيابي، وأتعرض لشتى أنواع التعذيب، ابتدأت أشواطه الأولى بالكي في جميع أنحاء جسمي، ثم الضرب والصعق بالكهرباء في رأسي وأنحاء أخرى في جسمي". وأكد محمد البشير أن المختطفين هددوه بالتصفية الجسدية، إذا لم يتوقف عن مناصرة مشروع الحكم الذاتي، قائلين له "أوصل رسالتنا إلى كل المغاربة، الذين يفكرون في زيارة الجزائر لمناقشة موضوع الصحراء"، مشيرا إلى أن الاستخبارات الجزائرية هددته بالأسوأ، إن فكر في العودة إلى التراب الجزائري. وبعد تعرضه لفصول التعذيب الوحشي، خضع للتخدير مرة ثانية، ووجد نفسه في غرفته بالفندق، دون أن يعلم في أي وقت دخلها. من جهته، أكد نور الدين الياموني، الكاتب العام للجمعية المغربية من أجل الوحدة الترابية، أن محمد البشير كان في مهمة حقوقية، وتعرض للاختطاف والتعذيب، دون أن يهتم أحد بمعاناته الناجمة عن وحشية التعذيب، مبرزا أن أعضاء الجمعية المغربية من أجل الوحدة الترابية جاءوا من مدينة طانطان إلى الرباط لتبليغ احتجاجهم إلى السفارة الجزائرية، مستنكرين ما تعرض له عضو جمعيتهم على أيدي الاستخبارات بالعاصمة الجزائرية. وحملوا مسؤولية ما جرى لمحمد البشير بالجزائر إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، مطالبين بالتدخل الفوري والعاجل لكل المنظمات الحقوقية، الوطنية والدولية، لمؤازرة الجمعية ودعمها في مطالبتها بحقها في المتابعة القضائية للمختطفين. يشار إلى أن الجمعية المغربية من أجل الوحدة الترابية قررت الاحتجاج أمام السفارة الجزائريةبالرباط، حينما لم تتوصل بأي جواب عن مراسلة لها، طالبت فيها السفارة الجزائريةبالرباط بتفسير لما تعرض له محمد البشير من اختطاف وتعذيب بالعاصمة الجزائرية.