حلت الأسبوع الماضي، بمركز خميس الزمامرة، فرقة خاصة من الدرك الملكي لدى المركز القضائي بسرية سيدي بنورمتهمان بترويج المخدرات في قبضة الشرطة (أيس بريس) وباشرت عناصرها، بتنسيق مع الفرقة الترابية ذات الاختصاص الترابي بالزمامرة، عملية ترصد ومراقبة، مكنت من اعتقال أكبر مروج للمخدرات في دكالة، يلقب ب"ولد البتول"، إثر كمين محكم، نصبه له المتدخلون من رجال الدرك، في عملية ناجحة. وكان البحث جاريا في حق المشتبه به على الصعيد الوطني، بموجب 100 مذكرة بحث وتوقيف، منها 54 صادرة عن الدرك الملكي، و64 عن الأمن الوطني. ولحظة إيقافه، كان على متن سيارة خفيفة من نوع "مرسيدس"، وبحوزته كمية مهمة من المخدرات (الحشيش والكيف)، كانت مخبأة في صندوق العربة. وكانت الأقسام القضائية والفرق الميدانية، التابعة للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، باشرت، صبيحة الثلاثاء 6 يوليوز 2010، عملية إنزال، استهدفت دوار الربيعات الخاضع للنفوذ الترابي لإقليم سيدي بنور، الذي تعتبر مسالكه صعبة. ومكنت العملية، التي جاءت في أعقاب حراسة أمنية استغرقت 24 ساعة، من إيقاف ثلاثة عناصر إجرامية من العيار الثقيل، تنتسب إلى الأسرة نفسها، وكانت تنشط في ترويج مخدر الشيرا، ومادة الكيف، والتبغ المهرب، وماء الحياة. وجرت عملية الاقتحام، التي شارك فيها 30 عنصر أمن، 25 منهم من المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة، و5 من القسم القضائي بمفوضية الشرطة الجهوية سيدي بنور، وفق سيناريو جدير بأفلام الإثارة البوليسية، إذ حاصر المتدخلون الأمنيون المكان المستهدف بالتدخل، والمزود بباب ونوافذ حديدية، من جميع منافذه، وانتقلوا من ثمة إلى مرحلة الاعتقال، التي عرفت استسلام المتهمين، دون إبداء أية مقاومة. وحجزت عناصر الأمن، إثر هذه العملية، كمية مهمة من المخدرات، ومبالغ مالية متحصل عليها من المبيعات، ودراجات نارية، كانت تسهل عملية تحرك وتنقل المتهمين، ونقل بضاعتهم وترويجها. وحسب مصدر أمني، فإن أفراد الأسرة المدعوة (م)، وهم ثلاثة جرى اعتقالهم، معروفون بسوابقهم القضائية، من أجل الأفعال الإجرامية المتمثلة في ترويج السموم، وكانوا قضوا بسببها عقوبات سالبة للحرية. وكان أحد الفاعلين، الرأس المدبر، الملقب ب"ولد البتول"، تمكن من الفرار والإفلات، خلال التدخل الأمني، من قبضة عناصر الشرطة القضائية بالجديدة وسيدي بنور. وكان هذا الأخير ضالعا في حادثة سير مميتة، مقترنة بجنحة الفرار. وظل "ولد البتول"، أكبر مروج للسموم في دكالة، يتخذ، منذ فراره، الحيطة والحذر، في حله وترحاله، حتى لا يقع في قبضة متعقبيه، لكن مجهودات عناصر الدرك الملكي بسيدي بنور، عجلت بسقوطه، ووضع حد لنشاطاته المحظورة، التي كانت تشمل العديد من الدواوير، وغالبا ما كانت سببا في ارتكاب الجريمة، وإفساد الشباب.