ذكرت مصادر مطلعة أن ساعات أثرية، يزيد عمرها عن خمسة قرون، اختفت، في ظروف غامضة، من مسجد ابن يوسف، المعلمة التاريخية والحضارية.التي كانت سباقة إلى إشاعة القيم الثقافية والإنسانية منذ قرون بمدينة مراكش، ما جعل مختلف الأجهزة الأمنية، بولاية أمن مراكش، تدخل على الخط، وتفتح تحقيقا في ظروف وملابسات اختفاء الساعات المذكورة، التي كانت تؤثث بيت المؤقت في صومعة المسجد. وقالت المصادر ذاتها إن محمد امهيدية، والي جهة مراكش- تانسيفت- الحوز، وجه رسالة إلى مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمدينة، يطالب من خلالها بإخباره بمآل الساعات الأثرية المذكورة. وسبق للمفتشية الجهوية للآثار بمدينة مراكش أن توصلت بمراسلة من مديرية التراث الثقافي بالرباط، تطالب من خلالها بفتح تحقيق حول ظروف اختفاء مجموعة من الثريات والنافورة، التي كانت تتوسط مسجد ابن يوسف، الذي شيد من طرف جلالة الملك محمد السادس، بعد عملية إعادة ترميمه. وأفاد مصدر مطلع أن المفتشية الجهوية للمآثر التاريخية بمراكش لم تستدع للإشراف على عملية ترميم المسجد، الذي أسسه علي بن يوسف المرابطي، في القرن الثاني عشر للميلاد، في الوقت الذي، أقصيت فيه من المشاركة في عملية ترميم بعض المساجد التاريخية الموجودة بالمدينة العتيقة لمراكش، خصوصا مساجد المواسين، وبريمة، وباب أيلان، التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ما يطرح، حسب بعض المهتمين، تساؤلات حول مصير المآثر التاريخية، التي تتوفر عليها هذه المساجد. ويعتبر مسجد ابن يوسف، الواقع في حي شعبي، أصبح يحمل اسمه بالمدينة العتيقة، من بين المساجد التاريخية، التي لعبت دورا مهما في تكوين العديد من الطلبة، إذ تخرجت منه أفواج من الفقهاء، شكلوا النواة الأولى للحركة الوطنية، ولعبوا دورا رياديا في استقلال المغرب، وأفواج أخرى من الأطر السياسية، خاصة من اليسار، كما ساهم حوالي 40 من الفقهاء وعلماء الفلك، وضمنهم ابن رشد، في توجيه قبلة المسجد المذكور في اتجاه مكةالمكرمة.