أجبرت الضغوط والتهديدات، التي تهاطلت على أصحاب المرقص الليلي الواقع في بلدة (أغيلاس) بضواحي مدينة مورسيا الإسبانية، الذي سمي ب"مكة"، على تغيير اسم وبعض معالم المبنى، حسب ما أفادت به بعض وسائل الإعلام الإسبانية. المرقص الليلي (خاص) وتوصل أصحاب المرقص، أول أمس الخميس، إلى اتفاق مع ممثلي اتحاد الجاليات الإسلامية في إسبانيا، يقضي بتغيير اسم ومعالم المبنى، الذي أثارت إعادة افتتاحه، هذا الصيف، موجة غضب عارمة بين صفوف المسلمين، خاصة المغاربة، حسب ما أفاد به رضا القايدي، الكاتب العام لاتحاد الجاليات الإسلامية في إسبانيا، ليومية الإلكترونية الإسبانية "بوبليكو". وتابع المصدر ذاته أن بعض التهديدات والهجمات عبر الإنترنت، التي توصل بها أصحاب المرقص، واختراق موقع المرقص من قبل "هاكرز" مغاربة، والتي يجري التحقيق فيها، حاليا، من قبل الحرس المدني الإسباني، أجبرت أصحاب المرقص على تغيير موقفهم، إذ بالإضافة إلى قرار تغيير الاسم، وافقوا على سحب الهلال، الذي وضع على قبة المبنى، والأقواس عند المدخل، وأيضا مئذنة، ثبتت داخل المبنى. وأفاد خافيير هيرنانديث، أحد مالكي المرقص، في تصريحات ليومية "بوبليكو"، أنه لم ينو "في أي وقت من الأوقات الإساءة إلى المسلمين"، موضحا "نحن رجال أعمال، فقط، ولا نريد الإساءة إلى أحد. استعملنا الاسم والديكور، لأن ذلك يشكل ذكريات جميلة بالنسبة إلينا". وبدأ الجدل حول هذا المرقص في غشت الماضي، عندما رفض أحد المواطنين المغاربة عرض عمل في هذا المبنى، معتبرا أن اسمه يسيء إلى الإسلام والمسلمين، لتتوالى ردود الأفعال، خاصة من قبل الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، كان أولها، نشر شريط فيديو على الشبكة العنكبوتية يدعو إلى مقاطعة المصالح الإسبانية، وإلى "الكفاح ضد الذين يسيئون إلى الإسلام"، كما اخترق "هاكرز" مغاربة موقع الملهى الليلي، ووضعوا على صفحته الرئيسية شعارا يشير إليهم مع قبعة حمراء تتوسطها نجمة خضراء، في إشارة إلى الراية المغربية. من جانبه، قال محمد حامد علي، رئيس الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية في إسبانيا، إن "اسم مكة مقدس بالنسبة إلى المسلمين، لأنه المكان الذي يوجه صوبه المسلمون وجوههم عند الصلاة"، مضيفا أن "إطلاق اسم مكة على مرقص ليلي أمر يسيء للإسلام والمسلمين".