دعا الممثل الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة السفير، محمد لوليشكي، يوم الجمعة الماضي، بنيويورك، إلى تدخل عاجل لمواجهة الكوارث الطبيعية. وأكد لوليشكي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "الكوارث الطبيعية، التي تجاوزت مجرد تقلبات بيئية تتطلب في الوقت الراهن تدخلا عاجلا، جماعيا ومسؤولا". وسجل الديبلوماسي المغربي، خلال جلسة علنية خصصت للفيضانات، التي اجتاحت باكستان، أخيرا، أنه في مواجهة توالي هذه الكوارث "يتعين على المجتمع الدولي العمل على إيجاد حلول مناسبة وعاجلة من شأنها مكافحة هذه الكوارث الطبيعية، وتقليص انعكاساتها المدمرة". من جهة أخرى، أبرز لوليشكي أن "المملكة تدعم بلورة دراسة شاملة من قبل الأممالمتحدة حول المناطق المعرضة للكوارث الطبيعية، وإعداد خارطة عالمية للمناطق الأكثر هشاشة". وأكد أن المغرب يدعو إلى تفعيل برنامج عمل يركز على ضرورة اللجوء إلى نظام إنذار مبكر، وخارطة للهشاشة وتقييم المخاطر، بهدف تحديد أولويات البلدان النامية" في مجال التأقلم مع التغيرات المناخية. وفي معرض تطرقه إلى الوضعية المأساوية لحوالي 20 مليون شخص ممن تضرروا بالفيضانات غير المسبوقة، التي ضربت باكستان، ذكر لوليشكي أن المساعدات الإنسانية التي قدمها المغرب لباكستان بلغت مليوني دولار. وأشار لوليشكي إلى أن جلالة الملك محمد السادس، قرر منح مساعدات إنسانية عاجلة للسكان الباكستانيين المتضررين من الفيضانات، تشمل غلافا ماليا بقيمة مليون دولار ومساعدة إنسانية بالقيمة ذاتها على شكل أدوية ومواد صيدلية. كما أشاد ممثل المملكة بإطلاق مخطط التدخل العاجل لإغاثة باكستان، الأسبوع الماضي، معبرا عن أمله في أن تأخذ جهود التضامن مع هذا البلد "منحى تصاعديا". وقال إنه إذا كان المغرب يعبر عن "ارتياحه" لإطلاق هذا المخطط خلال الأسبوع الماضي، "فإننا نعتبر، رغم ذلك، أن المساعدات المالية بقيمة 460 مليون دولار، التي حددها المخطط لا ترقى إطلاقا إلى انتظارات وحاجيات السكان المنكوبين". وختم لوليشكي تدخله قائلا "إننا نأمل في أن يثمر لقاء اليوم مزيدا من التعبئة والانخراط على المستوى الدولي بهدف رفع التحدي الذي تطرحه الكوارث الطبيعية". يشار إلى أن الجمعية العامة تبنت بالتوافق، خلال هذه الجلسة العلنية، التي جرى افتتاحها يوم الخميس المنصرم، بدعوة من الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، قرارا يلح على المجتمع الدولي "تقديم الدعم الكامل والمساعدة" لإسلام أباد في جهودها الرامية إلى "الحد من مخلفات الفيضانات" التي اجتاحت البلاد. وتشير آخر التقديرات الصادرة عن منظمة الأممالمتحدة والحكومة الباكستانية، إلى أن حوالي 1500 شخص لقوا حتفهم منذ بداية الفيضانات، فيما يعتبر 4,7 آخرون دون مأوى.